تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن كثير رحمه الله بعد تفسيره للآية رقم 20 من سورة البقرة:

(فإذا تقرر هذا صار الناس أقساما:

مؤمنون خلص وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أول البقرة

وكفار خلص وهم الموصوفون بالآيتين بعدها

ومنافقون؛ وهم قسمان:

خلص وهم المضروب لهم المثل الناري

ومنافقون يترددون تارة يظهر لهم لمع الإيمان وتارة يخبو وهم أصحاب المثل المائي وهم أخف حالا من الذين قبلهم.

وهذا المقام يشبه من بعض الوجوه ما ذكر في سورة النور من ضرب مثل المؤمن وما جعل الله في قلبه من الهدى والنور بالمصباح في الزجاجة التي كأنها كوكب دري وهي قلب المؤمن المفطور على الإيمان واستمداده من الشريعة الخالصة الصافية الواصلة إليه من غير كدر ولا تخليط كما سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله ثم ضرب مثل العباد من الكفار الذين يعتقدون أنهم على شيء وليسوا على شيء وهم أصحاب الجهل المركب في قوله تعالى" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " الآية ثم ضرب مثل الكفار الجهال الجهل البسيط وهم الذين قال تعالى فيهم " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".

فقسم الكفار هاهنا إلى قسمين داعية ومقلد كما ذكرهما في أول سورة الحج " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد " وقال " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ".

وقد قسم الله المؤمنين في أول الواقعة وفي آخرها وفي سورة الإنسان إلى قسمين سابقون وهم المقربون وأصحاب يمين وهم الأبرار.

فتلخص من مجموع هذه الآيات الكريمات أن المؤمنين صنفان:مقربون وأبرار، وأن الكافرين صنفان: دعاة ومقلدون، وأن المنافقين أيضا صنفان: منافق خالص ومنافق فيه شعبة من نفاق كما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم " ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ") انتهى ما أورده ابن كثير

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jan 2004, 08:21 ص]ـ

ومن تقسيمات القرآن للناس ما جاء في سياق آيات الحج من بيان كونهم ينقسمون إلى قسمين في قوله تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

روى ابن جرير عن ابن زيد أنه قال في قوله. {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا}: (قال كانوا أصنافا ثلاثة في تلك المواطن يومئذ: رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأهل الكفر , وأهل النفاق. فمن الناس من يقول: {ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق} إنما حجوا للدنيا والمسألة لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , ومنهم من يقول. {ربنا آتنا في الدنيا حسنة} الآية. قال. والصنف الثالث {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}. .. الآية.)

وروى عنه كذلك أنه قال في قوله: في: {فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق}: (إنما حجوا للدنيا والمسألة , لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} قال: فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون {أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب} لهؤلاء الأجر بما عملوا في الدنيا.).

ـ[داود عيسى]ــــــــ[24 Feb 2004, 01:27 ص]ـ

بارك الله فيك يا أخي ابومجاهد على هذا التقسيم وهداك الله لما فيه رفعة للمسلمين ......

أسأل بخصوص تقسيمك الأول للناس

المغضوب عليهم والضالين

المغضوب عليهم علمنا بأنهم هم الذين اعرضوا عن الحق بعد العلم به كبرا وحسدا (وهم اليهود)

الضالين البعيدين عن الصواب جيرة وجهلا (النصارى)

هل المقصود بالمغضوب عليهم والضالين لا يختصر على اليهود والنصارى؟

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Feb 2004, 08:59 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا جواب سؤالك يا أخي عيسى من كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في تفسيره لسورة الفاتحة:

(وأما قوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم, والضالون العاملون بلا علم, فالأول صفة اليهود, والثاني صفة النصارى, وكثير من الناس إذا رأي في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون, ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم, وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء, ويعوذ من طريق أهل هذه الصفات, فياسبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له, ويفرض عليه أن يدعو به دائماً مع ظنه أنه لا حذر علي منه, ولا يتصور أنه يفعله, هذا من ظن السوء بالله , والله أعلم) انتهى

انظر تفسيره كاملاً لسورة الفاتحة

هنا ( http://www.islamna.net/gbooks/A02.htm)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير