تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

** هذه حقيقة وقد روى لنا هذه القصة بنفسه فقد سافر إلى فرنسا عام 1952 م لإحياء ليالي رمضان بالمركز الإسلامي هناك وذات يوم وبعد تناوله طعام إفطاره أراد أن يخرج إلى الشارع ليتنزه بعض الوقت فخرج مرتديا زيه التقليدي واثناء سيره بالشارع لاحظ أن الناس ينظرون إليه ويشيرون إلى ملابسه وإلى عمامته فاحس أن هذا الأمر يلفت الأنظار إليه فذهب إلى صديق كان يقيم معه بالفندق وعرض عليه الأمر وطلب منه أن يصطحبه لشراء بدلة يرتديها بدلا من العمامة والجبة وبالفعل قاما بشراء تلك البدلة التي كان الشيخ عبد الباسط يلبسها كلما أراد أن ينزل إلى الشارع متخليا عن جبته وعمامته في تلك الظروف فقط.

ولماذا لم يرتد البدلة في مصر؟

** لقد سألناه هذا السؤال فقال أشعر أنها تقيد جسمي وحركتي وقد تعود على ارتداء الجلباب.

أراد الشيخ عبد الباسط أن يتعلم اللغة الإنجليزية فتعاقد مع أحد معاهد اللغات ولكنه لم يحضر سوى أربعة حصص فقط ... فما السبب وراء رغبته في تعلم اللغة الإنجليزية؟

ولماذا لم يستمر في تعلمها؟

** بعد أن عاد من أحد أسفاره إلى أوروبا قال لنا: أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية

سألناه: ولماذا؟

قال: إنني أسافر كثيرا إلى الدول الأوروبية وأتعرض إلى مواقف كثيرة أشعر معها بضرورة تجاوبي مع شعوب تلك الدول، وبالفعل التحق بأحد معاهد تعليم اللغات ودفع مبلغ يعادل قيمة أجر ثلاثين حصة مقدما واتفق مع المسئولين بالمعهد بأن يتم التدريس له بمفرده فوافقوا ولكنه لم يحضر سوى ثلاثة أو أربعة حصص فقط لكثرة ارتباطه وأسفاره المتعددة خارج مصر ولفترات طويلة قد تصل إلى شهور في بعض الأحيان يغيب فيها فأثر ذلك على انتظامه بالدراسة ومتابعة الدارسين فانقطع عن استكمال هذا المشوار.

عرض عليه الملك محمد الخامس ملك المغرب أن يترك القاهرة ومصر كلها ويقيم معه بالمغرب إقامة كاملة لكنه رفض .. كيف كان العرض ولماذا كان الرفض؟

** كانت تربطه بالملك محمد الخامس علاقة و صداقة قوية وكان يتصل به عن طريق التليفون ويحدد له موعد حضوره للقاهرة ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوته وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة فيصليان الفجر سويا ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد ويقرأ الشيخ عبد الباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس ... وفي آخر زيارة للملك محمد الخامس بالقاهرة عرض على الشيخ عبد الباسط أن يترك القاهرة ويذهب معه إلى دولة المغرب ليستقر هناك وسوف يغدق عليه بالمال الكثير فاعتذر له الشيخ قائلا: أعدك أن آت إليك بالمغرب على سبيل الزيارة كلما سنحت لي الظروف بذلك لأن إقامتي بالمغرب ليست بالأمر الهين علي فهذه مصر بلدي وأهلها أهلي الذين نشأت بينهم ولا أستطيع أن أفارقهم وعلى الرغم من كثرة أسفاري وتغيبي عن مصر إلا أن إحساسي بالعودة إليها آت لا محالة يهون علي مشقة السفر ووحشة الأهل وبعد المسافات فاستقبل الملك محمد الخامس هذا الرفض المهذب ببشاشة وجه وحب عظيم وتقدير للشيخ عبد الباسط لأصالة انتمائه وعرفانا بجميلها عليه.

ما هي الشخصية التي تأثر بها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد؟

** شخصيتان ... الأولى هي شخصية الشيخ محمد رفعت والذي كان يقول عنه إنه كان يمشي مسافات طويلة جدا قد تصل إلى خمسة كيلومترات ليستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند أحد أثرياء البلدة فتأثر بصوته جدا وخاصة في تلك الفترة التي كان يتأهب فيها ليكون قارئا ويحلم بأن ينال شهرة الشيخ محمد رفعت ...

أما الشخصية الثانية شخصية الشيخ "مصطفى إسماعيل" قارئ القصر الملكي وكان الشيخ عبد الباسط يثني على أخلاقه كثيرا وانه قارئ له مدرسته وصوته المميز ولونه الخاص وكان يحب الاستماع إليه كثيرا وقد ربطتهما صداقة متينة وقد كان تأثره بهما تأثر المحب لصوتيهما وأسلوبهما وليس مقلدا لهما فلكل منهما أسلوبه ومنهجه وأدائه الذي يختلف عن الآخر.

ماذا عن الطعام الذي كان يفضله الشيخ عبد الباسط؟

** كان قنوعا بأكل أي نوع من أنواع الطعام غير انه كان يحب اللحوم جدا.

هل كان يشرب مشروبا معينا قبل ذهابه للقراءة في أي سهرة؟

** فقط يشرب فنجانا من القهوة قبل التلاوة مباشرة و لا شيء سوى ذلك.

وما هو مشروبه المفضل في فصل الصيف؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير