تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو علي]ــــــــ[22 Feb 2004, 11:00 ص]ـ

كان هذا تدبرا لكلام الله مع الأخذ بالاعتبار كل ما تتطلبه الحكمة.

لقد قص علينا القرآن أن الله قد بعث كثيرا من الأنبياء إلى بني إسرائيل بما فيهم عيسى عليه السلام لكنه لم يقل أنه آتى بني إسرائيل كتبا أو كتابان وإنما قال: وآتينا بني إسرائيل الكتاب.

إذن فهو كتاب واحد.

أما أسفار الأنبياء التي التي كتبها غيرهم وأضيفت إلى الكتاب فهي ليست وحيا مباشرا كوحي القرآن أو التوراة التي أوتيها موسى.

والإنجيل كلام المسيح قوله الحكيم من الحكمة التي علمه إياها الله.

قد يقول أحد وماذا عن هذا الحديث:

أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، و أنزلت التوراة لست مضت من رمضان، و أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.

أقول: وماذا عن قول الله لرسوله:: قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل .... ).

الله تعالى يخاطب رسوله ويأمره أن يخاطب أهل الكتاب أن يقيموا ما معهم من التوراة والإنجيل، ونحن نعلم أن الإنجيل الذي كان مع النصارى وقت أن خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نفسه الموجود معهم الآن، فهو أربعة روايات متضمنة سيرة المسيح وأقواله ومواعظه.

فكيف نوفق بين هذه النتيجة وبين حديث رسول الله الذي يقول فيه إن الإنجيل أنزل في 13 مضت من رمضان!!؟

أقول: نفس الحديث ذكر فيه أن القرآن أنزل في 24 مضت من رمضان، فهل لم ينزل القرآن في شهور أخرى؟

هل كان الوحي ينزل على رسول الله في شهر رمضان فقط أم في كل شهور السنة؟

إذن فمعنى الحديث أن القرآن ابتدأ نزوله في 24 رمضان، أي أن الرسالة ابتدأت من تاريخ 24 رمضان، وابتدأت رسالة المسيح عليه السلام في 13 رمضان، وأول موعظة حكيمة (إنجيل) ابتدأت من ذلك التاريخ.

إذن فلا تعارض بين هذا الاستنتاج وبين حديث رسول الله.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 Feb 2004, 08:54 م]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2\ 71): وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام».

ـ[أبو علي]ــــــــ[23 Feb 2004, 11:12 م]ـ

قال تعالى: هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبله لفي ضلال مبين،

وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم).

لم يجعل الله الحكمة حكرا على الأولين، سيظل آخرون يلحقون بالأولين إلى أن تقوم الساعة، وسيظلون يتعلمون الكتاب والحكمة.

أما الثوابت والأحكام فهي ثابتة، إذا أتى متأخر لينفرد برأي يهدم ثابتا كأن يحل شيئا حرمه الشرع وأجمع عليه الأولون فذلك هو ما يقصد ابن تيمية رحمه الله.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[24 Feb 2004, 03:07 م]ـ

سبحان الله!! أليس كون الإنجيل كتاب الله المنزل على رسوله عيسى من الثوابت التي أجمع عليها الأولون؟!

و على أية حال فأنا أسلم لك أخي الكريم بأن قولك هو استنتاج محتمل و لكنه ليس راجحا لأسباب عدة منها أنه يقتضي صرف الكلمة عن المعنى الظاهر المتبادر إلى الذهن - و الذي يقبله العقل بدون أي إشكال - إلى معنى آخر بعيد.

ـ[أبو علي]ــــــــ[25 Feb 2004, 10:15 ص]ـ

أخي الكريم الدكتور هشام عزمي

سواء كان الإنجيل كتابا كالقرآن أو حكمة كسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن ذلك لا يغير في إيماننا شيئا. فهو يأي حال من الأحوال مرجعه إلى الله.

لكن الذي دعاني إلى البحث عن حقيقة الإجيل هو أن المسيح عليه السلام رسول الله كان له تلاميذ (حواريين) وأتباع وقت بعثته، فلو كان الإنجيل كتابا لأمر تلاميذه بكتابته، لأن ذلك من تبليغ الرسالة.

ولو كتب الإنجيل لبقيت على الأقل نسخة منه تتناقلها الأجيال، لكن ذلك لم يحدث، وكل ما عند النصارى منذ غيبة عيسى عليه السلام ما هي إلا روايات رواها بعض حواريي عيسى تتضمن سيرته ومواعظه.

هذا هو الذي جعلني أتدبر كلام الله عن الإنجيل في القرآن، فوجدت أن الله تعالى لا يطلق إسم الكتاب إلا على القرآن أو التوراة، وإذا تكلم عن

كتاب أنزل قبل القرآن فهو يقول: ومن قبله كتاب موسى ... مع أن كتاب عيسى هو الأقرب زمانيا، كذلك قول الجن: قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ... ) 46 الأحقاف.

والذي زادني يقينا أن الإنجيل هو كلام المسيح هو تلك الآية التي يأمر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخاطب أهل الكتاب فيقول لهم: لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ..... ). والله عليم بحال المخاطب، فلو كان ما مع اليهود والنصارى ليست توراة وليس إنجيلا فكيف يأمرهم أن يقيموا شيا غير موجود!!

كما أن المسيح عليه السلام لم يأت بتشريع جديد، فالتشريع موجود في التوراة التي كان يحكم بها، ومادام التشريع موجودا في التوراة وأيده الله بالمعجزات فما حاجته إلى كتاب جديد وآياته التي آتاه الله إياها غنية عن أي كتاب، والإنجيل معناه البشارة، ولقد كانت بشارته فعلا وقولا،

أما الفعل فهو آياته العظيمة، وأما القول فهو حكمه ومواعظه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير