تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانياً: أتفق مع أخي الكريم خالد عبدالرحمن فيما ذكره، وقد أتى على معظم ما يشكل فيما طرحه الأخ الكريم أبو علي.

ثالثاً: ما أورده أخي أبو علي من الأدلة من القرآن الكريم فيه جانب كبير من الصحة فيما يبدو للناظر أول وهلة، ولكن لست أدري كم يبقى من ذلك بعد التحقق من كلام العلماء في هذه الآيات، فالأمر يحتاج إلى تحقق ومراجعة، ولا أستطيع أن أهجم على هذه الآيات بفهمي بلا بينة.

رابعاً: ما ذكره أخي أبو علي من كون الأنجيل الذي بأيدي النصارى اليوم ليس من كلام الله ولا من كلام عيسى أمر صحيح لا مرية فيه، ولسنا في حاجة إلى تكلف البرهان على ذلك، والنصارى أنفسهم بجميع طوائفهم (ملكيهم ونسطوريهم ويعقوبيهم ومارونيهم وبولقانيهم) لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله، ولا أن المسيح عليه السلام أتاهم بها، بل كلهم لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها رجال معروفون في أزمان مختلفة بعد عهد المسيح عليه السلام. ولو رجعت إلى كتاب الفصل لابن حزم لوجدت فيه تفصيلاً وتحقيقاً لهذه المسائل بما لا مزيد عليه.

خامساً: أن حديث القرآن الكريم عن التوراة والإنجيل حديث عن الأصل الذي كان بيدي المسيح عليه السلام وبيد موسى عليه السلام، وما سواهما فمحرف، دخله التحريف في جميع أطواره، حتى لم يبق منه إلا ما لا يكاد يذكر. ودراسات النصارى أنفسهم في مقارنة الأديان، وشروح الكتاب المقدس تثبت هذا، ولو رجعت إلى كتاب المستشار محمد عزت الطهطاوي بعنوان (الميزان في مقارنة الأديان) لوجدت كثيراً من الوثائق التي كتبها كبار علماء النصارى من القدماء والمحدثين، والتي تثبت بما لا مزيد عليه أن هذا الإنجيل الذي بيد النصارى اليوم ليس من النصرانية في شيء، بل وليس من الحكمة في شيء. وفيه من الافتراء على الله وعلى الأنبياء والرسل ما لا يمكن أن يقوله ويتفوه به مؤمن.

سادساً: مما يؤيد قول الأخ أبي علي في أن الأنجيل هو عبارة عن مواعظ فحسب، ما ذكره الآب عبدالأحد داود الآشوري مطران بلدة نصيبين بالعراق في القرن الماضي، حيث ذكر في أبحاثه المدونة بكتابه (الإنجيل والصليب) أن النسخ الموجودة باللسان اليوناني هي التي تحمل اسم (إنجيل) بصورة العنوان فقط .. أما النسخ المكتوبة باللسان السرياني وهي المعتمدة أساساً لدى طوائف النصرانية فقد وضع عليها اسم (كاروزونا) أي موعظة بالعربية، محل كلمة إنجيل، إذ ليس لأي سفر من أسفار العهد الجديد حق بأن يحمل اسم (إنجيل) لأن هذه العبارة لا يحق استعمالها لغير إنجيل المسيح نفسه، والقول بغير ذلك هو اعتداء على مقام المسيح عليه السلام.

ويبقى السؤال: أين هو إنجيل عيسى عليه السلام؟! والجواب: ليس له أثر البتة، ومعنى هذا أن النصارى ليس لهم كتاب مقدس، وقد خلعوا هذا التقديس على تلك الكتب والرسائل الخاصة بالمواعظ.

والحديث ذو شجون، وأرجو أن يستمر النقاش في هذا الموضوع بأدلة تثبت الاستنتاج، وروية تبقي البحث في طريقه العلمي الهادئ، لنصل في نهايته إلى علم نستفيده، وأدب نتخلق به في حوارنا مع بعضنا في مسائل العلم، التي تتفاوت فيها الأنظار.

وفقكم الله جميعاً للحق.

ـ[متعلم]ــــــــ[17 Mar 2004, 02:54 م]ـ

من باب المشاركة هذا بحث قيم من متخصص في الرد على النصرانية الدكتور منقذ السقار، والبحث بعنوان ((هل الإنجيل كلمة الله))

http://saaid.net/Doat/mongiz/noor/2.htm

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير