- أن ابن فارس من معاصري أبي حيان، وهو عالم لغوي أديب غير مجهول المكانة، فمن المستبعد أن يقع في الأخطاء التاريخية الفادحة التي وردت في هذا النص المنسوب إليه. فمن هذه الأخطاء أن النص يقرر أن الصاحب بن عباد طلب التوحيدي ليقتله ففر منه، وبعد ذلك تعقبه الوزير المهلبي فاستتر منه حتى مات. ومن المعروف أن أبا حيان غادر ابن عباد سنة 370هـ كما صرح أبو حيان -في «أخلاق الوزيرين»، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ بإجماع المؤرخين. أي أن أبا حيان ترك الصاحب بن عباد بعد وفاة المهلبي بثمانية عشر عاماً، فمن أين طلبه ليقتله؟!
- كذلك يقرر النص المنسوب لابن فارس أن أبا حيان مات في الاستتار فأيهما أسبق في الوفاة؟ فابن فارس مات سنة 395هـ على أصح الأقوال، وأبو حيان مات ما بين سنتي 400 - 414هـ أي أن ابن فارس قد مات قبل أبي حيان بكثير، فكيف يمكن قبول هذا النص على ما فيه من تناقض؟ وكيف يخبر الميت عن الحي؟
للتوسع يراجع: أبو حيان التوحيدي: رأيه في الإعجاز، وأثره في الأدب والنقد لمحمد عبدالغني الشيخ2/ 614 - 623]
-الفوائد: ذكره ياقوت الحمويُّ في ترجَمةِ أبي سعيد أحْمد بن أبي خالد الضرير، فقال: «رأيتُ في فَوائدِ أبي الحسين أحْمد بن فارسِ بن زكريا اللغويِّ صاحبِ كتابِ «المُجمل» ما صورته ... ».وقد اعترض محقق المُجمل على أن يكون هذا كتاباً لابن فارس لمُجردِ ما قاله ياقوتُ وقال: «نحن لانراه كتاباً لأنَّ لكلِّ عالمٍ فوائد يدونها في أثناء قراءاته، ويرجع إليها إذا احتاج إلى شيءٍ مِنها». ولا مانع في حقيقة الأمرِ من أن يكون ابنُ فارس قد جَمع هذه الفوائدَ في كتاب، كما فعل كثير من العلماء كابنِ القيمِ وغيره.
- قصصُ النَّهار وسَمَرُ الليل: ذكره بروكلمان، وقال: «إنه مَخطوطٌ في مَجموعٍ بِمَكتبةِ ليبزغ 780رقم 4، ومنه قصيدة الأعشى في النبي صلى الله عليه وسلم التي نشرها توربيكه في مجلة أَبْحاثِ شرقية». وعن بروكلمان نقل الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق» 34، وعبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس» 34.
- كتاب اللامات: وهذا الكتاب أشار إليه حبيبُ الزيات في حديثهِ عن المَجَاميع في المَجموع ذي الرقم71، فكانت إشارتهُ باعثاً للمستشرق برغشتراسر على تصويرهِ، ونشرهِ في مجلة إسلاميكا، الصادرة في ليبزيغ، فصدر في المُجلد الأول منها عام 1925م، وشَغَلَ المطبوعُ الصفحات 81 - 88، ثم نظر الدكتور شاكر الفحام في الكتاب المطبوع وعارضَهُ على الأصل المخطوطِ، فأَحسَّ داعياً مُلِحَّاً يُهيبُ به لإعادةِ نشرِ الكتابِ بعد تجديد التحقيقِ، وتكملةِ النص المُحققِ بِمُقدمةٍ ضَافيةٍ، دَرَسَ فيها تاريخ المخطوطة، وحياةَ ابن فارس وشيوخه، وفهرس الكتاب وخرج شواهده، وكل غايته كما قال: «أن يبرز الكتاب محققاً، قد خلص مما شاب الطبعة الأولى من خطأ وإن قلَّ، وأن تتداوله جمهرة قراء العربية بعد أن ندر وجوده، فلا يظفر طالب بنسخة منه على طول البحث والتنقير».
يقول ابن فارس في المقدمة: «أهل العربية مختلفون في عدد اللامات، فمنهم من كثر حتى بلغ بها ثلاثين وما زاد، ومنهم من يزعم أنها بضع عشرة لاماً. وذكر ناس أنها ثمان ... وأنا أفسرها إن شاء الله، ورُبَّمَا لَبَّستُ بين المذهبين؛ لأن شغلي اليوم بغير هَذَا الجَنَى مِنْ العِلْمِ».
- الليل والنهار: ذكر هذا الكتاب بين كتب ابن فارس ياقوت في «معجم الأدباء» 1/ 536، والصفدي في «الوافي بالوفيات» 7/ 278، والسيوطي في «بغية الوعاة» 1/ 352، وغيرهم. وهو كتابٌ فيه مفاضلة بين الليل والنهار كما يظهر مِن نَقْلِ السيوطي منه في «الحَاوي للفتاوي» إذ قال رحِمه الله: «وقد وقفتُ على تأليفٍ في التفضيلِ بين الليلِ والنهار لأبي الحسينِ بن فارسٍ اللغويِّ صَاحبِ «المُجمل». فذكر فيه وجوهاً في تفضيل هذا، ووجوهاً في تفضيل هذا.»
- متخيَّرُ الألفاظِ: ورد ذكرُ هذا الكتابِ كثيراً في كتبِ التَّرَاجمِ التي ترجَمت لابن فارس، كـ «معجم الأدباء»، و «نزهة الألباء» للأنباري، و «الوافي بالوفيات» للصفدي، وقد عثر هلالُ ناجي على مخطوطتين لهذا الكتاب فحققه، ونشره في بغدادَ سنةَ 1970م. ويعد هذا الكتاب من معجمات المعاني، ككتابِ جَواهرِ الألفاظِ لقدامةَ بنِ جعفر. ويشغل المتنُ المطبوعُ مائتي صفحةٍ، والمقدمة والفهارس مائة أخرى.
- الموازنة: ذكر في مقدمة «الفرق» 37 نقلاً عن كتابي الصغاني «التكملة» 1/ 8 و «العباب» حرف الألف30، وفي مقدمة «المُجمل» 28 وفي فهرس الصغاني في مجلة «المورد» المُجلد 12 العدد82 سنة 1983م.
- النيروز: وهي رسالةٌ صغيرةٌ. نشرها المُحققُ العلاَّمَةُ عبدالسلامِ هَارون عَن مخطوطتها النادرةِ المَحفوظةِ في المكتبة التيمورية برقم 402لغة. ومطبوعته تقع في ثَمانِ صفحات من كتاب: «نوادر المخطوطات».
يقول ابن فارس في مقدمة الرسالة: «سألت - أعزك الله - عن قولِ الناسِ يومَ نيروزٍ، وهل هذه الكلمةُ عربيةٌ؟ وبأَيِّ شيءٍ وَزنُهَا؟
واعلم أَنَّ هذاالاسم مُعرَّبٌ، ومعناه أَنَّهُ اليومُ الجَديدُ. وهو قولُهُم: نُوروزٌ، إِلاَّ أَنَّ النَّيْرُوزَ أشبهَ بأَبنيةِ العَربِ؛ لأَنَّهُ على مثالِ «فَيعول» وكان الفراءُ يقولُ: يُبْنَى الاسمُ أَيَّ بناءٍ كانَ، إذا لَمْ يَخْرُجْ عَن أَبنيةِ العَرَبِ».
- اليشكريات: ذكره بروكلمان وقال إنه يوجد مخطوطاً في مجموع برقم 11.29 في المكتبة الظاهرية بدمشق. و ذكره تبعاً له عبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس»، ورمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق».ولم يعثر عليه بعد.
هذا ما تيسر لي أخي ابن الشجري نقله من بحثي مع استبعاد الحواشي لصعوبة تنسيقها في الملتقى، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم، وأن يكتب لك الأجر والثواب على مطارحاتك العلمية الممتعة، وأرجو أن لا ترهقني في السير معك على طريقتك في البيان، فإني ضعيف السير، ولا يغرنك ما أكتبه، فإنني لا أصلح لسباق المسافات الطويلة! وحسبنا ما تمتعنا به، فلا تحرمنا من أدبك وفقك الله.
¥