تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 06:20 م]ـ

أشكركم جميعاً على هذه الفوائد العلمية، والموضوع جدير بالمتابعة منا أثناء قراءتنا في كتب التفسير المتقدمة خصوصاً، بجمع مثل هذه العبارات التي لا يستوي في العلم بها القراء جميعاً. ومحاولة بسط معانيها وشرحها بعبارة سهلة يفهمها الجميع.

وتعليقاً على قول أبي العالية

الحمد لله، وبعد ..

هذا موضوع شيق لكنه مضني، ويصلح بكل جدارة لأطروحة عالية عالمية، تكتب تحت عنوان: (مصطلحات التفسير وعلوم القرآن) أو قل ما شئت في العنوان.

فأحسب موضوع (مصطلحات التفسير وعلوم القرآن) يختلف عما نحن بصدده هنا، فمصطلحات التفسير وعلوم القرآن تعنى بالمصطلحات العلمية التي تختص بهذين العلمين وقد كتب فيها عدد من المعاجم المعاصرة وهي فكرة في حاجة إلى إعادة التأليف فيها حتى تكتمل، ولعل كتاب أستاذنا الدكتور أحمد سعد الخطيب يفي بهذه الحاجة إن شاء الله، وليته يبالغ في تحريره ومراجعته والتأكد من مقاربته للاستيعاب وسد الحاجة التي أغفلتها المعاجم المطبوعة. والتفريق بين المصطلحات المختصة بعلوم القرآن والتفسير فقط، والمصطلحات المشتركة بينها وبين علوم آلة المفسر كالبلاغة والنحو وغيرها. والتعمق في تحرير محل النزاع في المصطلحات وتتبع تاريخها ونشأتها وميدانها الذي تدور فيه وأكثر من يستعملها من المفسرين والمعاني الخاصة التي ينفرد بها بعض من يستعملها في استعماله لها ونحو هذه المسائل الدقيقة التي تعطي للمعجم قيمته العلمية الفريدة، فقد أحزنني بعض المعاجم المطبوعة التي لم يزد عمل صاحبها على الترتيب السهل لكلام الآخرين دون أن يضيف شيئاً ذا بال. بل رأيت بعض الباحثين قد تساهل في إخراج معجم للمصطلحات في أحد الفنون الدقيقة، فأنجزه في مدة وجيزة لا تكفي للقراءة فضلاً عن التأليف، ولذلك خرج معجمه بارداً لا جديد فيه.

وأما فكرة موضوع أخي المنصور هنا فهي تعنى بعبارات قد تكون مصطلحاً في علم آخر كالبلاغة، أو النحو، أو التصوف أحياناً، أو العقائد وعلم الكلام، وقد تكون بعضها عبارات يستعملها أحد المفسرين خصوصاً يحتاج فهمها إلى تتبع استعمالها في كتب المفسر نفسه حتى يفهم معناها. واستقصاؤها قد يكون صعباً على واحدٍ من الباحثين، غير أن تعاون القراء في رصدها وتتبعها قد يكون أجدى. وحتى يتصدى لهذا الموضوع من يتولاه يبقى هذا الموضوع إن شاء الله مكاناً مناسباً للكتابة حول هذه العبارات.

وفقكم الله جميعأً ونفعنا بعلومكم.

ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 Jun 2009, 09:20 م]ـ

لعل من باب تتميم الفائدة فيما ذكره الأخوة في بيان صفة العجب وهل يوصف الله بذلك، أذكر هنا عبارة موجزة كنت قد قرأتها في مذكرة بعنوان " إتحاف أولي الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب "للشيخ وليد بن راشد بن سعيدان، والمذكرة كما واضح من اسمها تعرض مسائل العقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة بعبارات سهلة ميسرة، وقد جاء في معرض الحديث عن صفة العجب ما يلي:

" إن صفة العجب من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار، وقد عرفنا أن منهج أهل السنة والجماعة في مثل هذه الصفات أنهم يثبتونها لله حال كمالها وينفونها عنه جل وعلا حال نقصها.

واعلم رحمك الله أن العجب له سببان:

الأول: عجب يكون سببه خفاء الأسباب، وهو الذي يقول فيه الناس: إذا عرف السبب بطل العجب، فالموجب للتعجب هو خفاء السبب ومتى ما بان السبب وعلم زال ذلك العجب من أساسه، كفقير لا يملك شيئاً ثم رأينا معه سيارة فارهة غالية الثمن، فنحن نتعجب لذلك، وسبب عجبنا هو خفاء السبب لكن إن علمنا بعد ذلك أن أحداً تصدق بها عليه أو أنه سرقها أو أنه اشتراها بأقساط يسيرة يستطيع سدادها، فإننا بذلك يزول عجبنا لأننا علمنا السبب، فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله به، لأن مبناه على خفاء السبب، والله تعالى لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شئ، فليس هناك أشياء تخفى على الله تعالى فيتعجب منها حتى إذا ظهرت له أسبابها زال عجبه، كلا والله هذا ما لا يتصور أبداً، فسبحان الله وتعالى وتقدس وتعاظم عن أن يوصف بالعجب بهذا الاعتبار.

الثاني: عجب يكون سببه خروج الشئ عن حكم نظائره، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره، فيتعب من هذا الخروج، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ، ولكن التعجب من عين هذا الخروج، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به، ودليل ذلك قوله تعالى: {بل عجبت ويسخرون} بضم التاء في قراءة سبعية متواترة، وقوله عليه الصلاة والسلام: " لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما الليلة " وقوله عليه الصلاة والسلام: " عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب " ويروى في الحديث:" يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة " وغير ذلك من الأدلة، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره.

والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير