ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Jun 2009, 08:08 م]ـ
يبدو أنه سيكون هناك تداخلا بين بعض العبارات التي تدور على ألسنة بعض المفسرين ومصطلحات التفسير وعلوم القرآن، فلو اجتهدنا في وضع ضابط للتفريق بين الأمرين.
فمثلاً: قولهم: قراءة تفسيرية، مصطلح يتردد، والقارئ بحاجة لكشف المراد بهذا المصطلح، وقد تدخل في العبارات التي تكثر عند بعضهم.
ومن لطائف العبارات التي وجدتها عن ابن عطية ـ وهي تدل على تمام أدبه ـ قوله: (والمكتوبة)، ويقصد بها لفظ الجلالة.
ومن ذلك قوله ـ في قوله تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) ـ: (وقوله: (فمن ذا الذي ينصركم) تقدير جوابه: لا من، والضمير في (بعده) يحتمل عوده على المكتوبة، ويحتمل عوده على الخذل الذي تضمنه قوله: (إن يخذلكم)).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[10 Jun 2009, 09:53 م]ـ
ومما يردُ عند المفسرين كثيراً قولهم (مقتضى السياق أو النصِّ , أو السياقُ يقتضي كذا , أو المُقتَضَى)
ومن أمثلته قول الله تعالى (إِنَّ اللهَ لا يحبُّ الكافرين) فيقولون - مثلاً- مقتضى الآية أو السياق أنه يحب المؤمنين.
وقوله تعالى (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا) فيقولون مقتضى السياق في جملة (ضلوا عنَّا) يدل على اعترافهم بالعبادة قبل الإنكار.
وغير ذلك مما لا يحصرُ مما أحسبُ أنه قد يكون مشروعاً لبحثٍ مستقل يعنون بـ (مقتضى النصِّ في القرآن)
قال الجرجاني في التعريفات:
مقتضى النص: ما لا يدل اللفظ عليه ولا يكون ملفوظا لكن يكون من ضرورة اللفظ أعم من أن يكون شرعيا أو عقليا.
وقيل جعل غير المنطوق منطوقا لتصحيح المنطوق , مثاله (فتحرير رقبة) وهو مقتض شرعاً لكونها مملوكةً إذ لا عتقَ فيما لا يملكه ابنُ آدمَ فيُزادُ عليه ليكون تقديرُ الكلام فتحرير رقبةٍ مملوكة.1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - التعريفات للجرجاني , صـ 226
ـ[الخطيب]ــــــــ[11 Jun 2009, 09:10 ص]ـ
أخانا الحبيب أبا عبد الملك، يسعدنا كثيرا حضوركم في هذا الموضوع الأهم وليتنا نجد من وقتكم ما يسمح بطرح ما رصدتموه خلال مسيرتكم العلمية من مصطلحات موجودة في كتب التفسير سواء كانت هذه المصطلحات من مصطلحات هذا العلم الأولية أو الثانوية
ولأنني أعرف حرصكم على التحرير والتقعيد والتضبيط فأقترح أن تفتحوا موضوعا تطرحون فيه رؤيتكم لما هو من مصطلحات التفسير وعلوم القرآن وما هو خارج عنها ومن خلال رؤيتكم ورؤية الأحبة من أعضاء الملتقى ممن لهم عناية بهذا الشأن يمكن أن نخلص إلى رأي ممحص في هذا الأمر.
لدي رؤية في ذلك لكنني أفضل طرحها في موضوع يفتح لهذا الغرض.
وأما عن مصطلح القراءة التفسيرية فأسطر هنا ما كتبته عنها تحت مادتها وهو واحد من مصطلحات كثيرة لم نتحصل لها في كتب علمائنا على تعريف مباشر يحدها ويميزها فاستدعت منا نظرا جاء تاليا لسبر كلام العلماء عنها في مواضع النص عليها
وأنتظر تعقيبكم وتعقيب الإخوان للإفادة
القراءة التفسيرية:
القراءة التفسيرية: هي ما نقل عن السلف على أنه قراءة وقد خالف رسم المصحف وكان أشبه بوجه في تفسير الآية.
وما صح سنده منها ربما كان من الأحرف السبعة التي لم يحتملها رسم المصحف.
ثم هذا النوع - أي القراءة التفسيرية - منه:
1 - ما صح فيه النقل كرواية البخاري عن ابن عباس {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ
قال ابن حجر في فتح الباري: وَقِرَاءَة اِبْن عَبَّاس " فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ " مَعْدُودَةٌ مِنْ الشَّاذِّ الَّذِي صَحَّ إِسْنَادُهُ وَهُوَ حُجَّةٌ وَلَيْسَ بِقُرْآنٍ.
وقال في موضع آخر: هَذَا مِنْ الْقِرَاءَة الشَّاذَّة وَحُكْمهَا عِنْد الْأَئِمَّة حُكْم التَّفْسِير.
ولعل هذا راجع إلى ذلك القسم الذي ذكره ابن الجزري في النشر عن مكي وقال عنه: هو ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف.
ثم قال عن حكمه: فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين:
¥