تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي الحلقة الثانية

ـ[مرهف]ــــــــ[16 Sep 2007, 02:04 ص]ـ

المخطَّط الغربي الاستراتيجي تجاه العالم الإسلامي

(2)

(قادة الغرب يقولون: ادعموا الليبراليين)

عرض وتحليل وحلول المواجهة

خبَّاب بن مروان الحمد

ذكرت في الحلقة السابقة أنَّ أعداء الإسلام ينتهجون في حربهم للمسلمين طريقين متوازيين:التقتيل، والتذويب.

وبما أنَّهم اعتمدوا حرب الأفكار تجاه الدين الإسلامي والمسلمين عموماً، وفشلوا في تشويه الدين الإسلامي، فإنَّهم يحاولون وبشتَّى الصور والأساليب إلى صرفنا عن قوَّتنا التي تكمن في ديننا، ولا غرابة في أن يقول الأمريكي (ريسلر):"الأمَّة العربيَّة الآن حصان جامح كبا، وعلينا إبقاؤه في كبوته".

هناك اصطلاحات تواضع عليها جمع من قادة البلاد الغربيَّة تجاه الأمَّة المسلمة منها (حرب الأفكار)، ومن أوائل من نادى بذلك في هذا العصر (زينو باران) وهي باحثة تعمل في موقع مركز نيكسون، الصادر عنه تقرير بعنوان (القتال في حرب الأفكار) وممَّن اعتمد ذلك وبشدَّة (دونالد رامسفيلد)؛ فكثيراً ما كان يصرِّح بأهميَّة غزو العالم الإسلامي ثقافياً، ومنهم كذلك (دنيس روس) المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، فقد كان يدعو ـ ولا يزال ـ إلى علمنة الدعوة الإسلاميَّة، وجمع كبير من قادة الدول الغربيَّة.

وعليه فقد وجَّه الأمريكي الصهيوني توماس فريدمان نصيحة غالية للغرب حيث قال: (إذا أراد الغرب تجنّب حرب الجيوش مع الإسلام، فإنَّ عليه خوض حرب المبادئ في داخل الإسلام) [1]

وفي عام (2007م) أصدرت مؤسَّسة (راند) الأمريكيَّة للأبحاث تقريراً بعنوان: (بناء شبكات مسلمة معتدلة) رصدت فيه صراع الغرب مع (العالم المسلم) وحركاته السياسيَّة، وأكَّدت فيه أنَّ هذا الصراع لن يحسم عسكرياً بل ثقافياً.

وفي هذه السلسلة سأذكر شيئاً من تلك الاستراتيجيَّة الغربيَّة والأمريكيَّة على وجه الخصوص، لتذويب الشعوب الإسلاميَّة؛ التي يسعون لتحقيقها في العصر الحاضر بغيةَ تغريب الأمَّة المسلمة؛ لإفساد دينها وقيمها ومبادئها؛ ففي أروقة المكر السياسي، وما وراء الجدران وخلف الكواليس، تنسج وتحاك تلك الخطط الغربيَّة ضد العالم الإسلامي أو ما يسمُّونها بمنطقة (الشرق الأوسط)، على أيدي سماسرة الأفكار وصنَّاع القرار، في المراكز المعروفة عندهم بخزانات التفكير، المقصود بها مراكز الأبحاث.

ومن تلك الخطط والمقترحات التي نستطيع أن نستخلصها من كلامهم أو فعالهم، والتي اعتُمِدت تجاه العالم الإسلامي:

منح الحداثيين والليبراليين منابر إعلاميَّة بشكل واسع، ومناصب شعبية للتواصل مع الجماهير، ودعمهم عن طريق المؤسسات المدنيَّة ـ كما يسمُّونها ـ، ونشر وتوزيع أعمالهم، وتشجيعهم على الكتابة للجماهير والشباب، وإبرازهم كوجه للتيار المتنوِّر المنفتح على الآخر الذي لا يعارض الهيمنة الغربية والأمريكية على بلاد المسلمين، وتجنيسهم الجنسيَّة الأمريكيَّة أو الغربيَّة عموماً، مع الحماية لهم دبلوماسياً.

وقد جاء في الدراسة الصادرة عن مؤسَّسة (راند) [2] والمعنونة بـ: (العالم الإسلامي بعد 11/ 9) وقد نشرت في ديسمبر / كانون الأول عام 2004م؛ ما يلي: " إنَّ الحرب من أجل الإسلام سوف تتطلَّب صنع جماعات ليبراليَّة بهدف إنقاذ الإسلام من خاطفيه".

ويلحظ مدى التوافق في لفظ كلمة (الخاطفين التي تُطْلَقُ على الإسلاميين) حيث إنَّه من العجيب أن نرى تصريحاً لأحد قادة الدول العربيَّة يتحدَّث فيه أنَّ من المهم إنقاذ الإسلام من خاطفيه الإسلاميين، وأنَّ دولته تلك مختطفة من قِبَلِ التيَّارات المتأسلمة، وأنَّ هؤلاء أخطبوط يسيطر على المؤسَّسات وعلى التوجُّهات السياسيَّة. [3]

كما صدرت دراسة جديدة لهذه المؤسَّسة (راند) [4] (شهر ربيع الأول عام 1428هـ / 2007م) بعنوان: (بناء شبكات مسلمة معتدلة) أوصت فيه وبشدَّة بدعم الليبراليين على حساب الإسلاميين، ووضعت فيه معايير بـ (أن يكون هناك اختبار للاعتدال بالمفهوم الأمريكي يتم من خلاله تحديد من تعمل معهم الإدارة الأمريكيَّة وتدعمهم في مقابل من تحاربهم وتحاول تحجيم نجاحاتهم) [5].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير