تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المسائل على الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى]

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[01 Jun 2009, 03:58 م]ـ

الحمد الله تعالى والصلاة والسلام على نبينا محمد.

وبعد فهذه إن شاء الله حلقات أسأل الله أن يعينني على إتمامها استقصيت فيها خبر نقاد الأسفار الخمسة للتوراة الحالية, ممن هم من غير المسلمين.

إذ قد ألف في هذا الموضوع كثير من علماء الغرب فجمعوا وأوعوا, ولكن ما كتب بالعربية من جهة باحثينا لا زال بعيدا من شفاء غليل الباحث النهم.

وقد بلغت دراسات الغرب عن الكتاب المقدس أوجها في السنوات الأخيرة ولكننا بمعزل عن انجازاتهم القديمة التي تجاوزوها وعن إنجازاتهم الجديدة التي يعكفون الآن عليها. ولم أجد مناصا من الخوض في هذا الأمر لأن الكيل قد طفح والسكوت عن هذا الفراغ لا يحتمل. قتلنا الاجترار وقله الاطلاع والاضطلاع وغياب النقد لما يكتب ومتابعة ما ينشر.

فترقبوا تلك الحلقات إن شاء الله تعالى لأني سأضمنها دررا مما تحصل لدي من خلال مطالعات تعود لعشرات السنين ولا زالت تتنمى وتتراكم وهي مع ذلك جهد المقل نظرا للكم الهائل مما ألف في الغرب باللغات الآتية: الألمانية والأنجليزية والفرنسية.

أما المسالئل الثلات التي تتعلق بالتوراة الموجودة اليوم فهي:

1 - مسألة صحة نسبتها لموسى [حسب قول الغرب].

2 - مسألة مصادرها.

3 - مسألة تاريخ تدوينها.

4 - مسألة صلتها بالتاريخ.

ولكل مسألة رجال وبحوث وجدل ووطيس من الفكر حامي.

فأين نحن من كل هذا؟

لكن مما يستدرك على علماء الغرب ممن أرخ لحركة النقد تلك أنهم لا علم لهم بما قدمه النقد الإسلامي حين كان الحضر ضاربا على اليهود والنصارى بسياج من حديد فلا ينبز واحد منهم ببنت شفة في حق أسفارهم إلا رمزا خفيا تلميحا بدون تصريح. والحق أن العهدة في سد هذا النقص علينا نحن لا عليهم فهم قد وفوا وكفوا حق نقادهم وإنما الشأن فينا نحن الذين أهملنا تراث علمائنا وهو كثير.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 Jun 2009, 03:53 م]ـ

بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خيرًا ..

أرجو عند استشهادك بكلام علماء الغرب أن تذكر لنا الهوية الأيديولوجية لكل ناقد حيث أن كلام علماء الكاثوليك لا يلزم البروتستانت، وكلام البروتستانت لا يلزم الكاثوليك ..

وكل طائفة لا يلزمها إلا كلام علمائها المحققين النقاد ..

حتى بين علماء الطائفة الواحدة تجد بينهم علماء متحررين liberal وآخرين محافظين conservative ..

فليتك تضع هذا أيضًا في الاعتبار حتى يصح احتجاجنا على كل طائقة بأقوال علمائها النقاد ..

وفقك الله لكل خير وبارك في علمك وجهدك وأثابك عنه خيرًا جزيلاً.

ـ[سمير القدوري]ــــــــ[02 Jun 2009, 03:55 م]ـ

أيها الأخ الفاضل هشام عزمي اعلم أنني في هذا البحث قد سلكت فيه مسلكا تاريخيا للأفكار ولست في منصب لا السائل ولا منصب المجيب كما هو في عرف أهل الجدل والمناظرة, لكن قد يجد فيه الباحث بغيته ولعله أبلغ في قطع الشغب من بعض تلكم المساجلات الضعيفة التي نراها على البالتوك. أما مراجعي في تحريره فسأرجيها إلي وقت لاحق تأمينا لحق السبق في تحريره كما تراه الآن.

ثم نرجع لما نحن بصدده فأقول مستعينا بالله تعالى:

دأب التقليد اليهودي وتبعة التقليد النصراني على نسبة الخُماس (الأسفار الخمسة) لموسى كما نجده مسطرا في تآليف فيلون اليهودي الإسكندري, ويوسف فلافيوس اليهودي المؤرخ, والتلمود البابلي (بابا بثرا 14ب) والعهد الجديد (انجيل مرقس 12:26). كل ذلك جرهم إلى تسمية تلك الأسفار بما يعرف بأسفار موسى الخمسة, ثم نسب اليهود بعد ذلك كل الشروح على المشنا له وأطلقوا عليها اسم (التوراة الشفوية).

لكن أسفار العهد القديم نفسها لم تنسب لموسى إلا نتفا يسيرة هي:

- ميثاق العهد (سفر الخروج 24: 4).

- والوصايا العشر (الخروج 34: 27).

- والخطبة التاريخية والتشريعية الطويلة الواردة في سفر التثنية (1: 1 - 5؛ 4: 45؛ 31: 9 - 24 إلخ ... )

- وبنودا يسيرة قصيرة في (الخروج 17: 14؛ العدد33: التثنية31: 30 إلخ ... ).

فمن هذا لاحظوا أن ما ينسب في العهد القديم لموسى رأسا هو الشريعة (سفر ملاخي 3:22؛ سفر عزرا3: 7: السفر الثاني من أخبار الأيام 25: 35: 12 إلخ ... ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير