[قراءة نقدية جديدة لكتاب (تاريخ القرآن) لنولدكه]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2010, 07:05 ص]ـ
* كثير من المستشرقين ضللوا العقل الغربي ونقلوا صورة مشوهة للإسلام
تاريخ النشر: السبت27/ 2/2010, تمام الساعة 02:47 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
في قراءة لكتاب "تاريخ القرآن" .. عبد الله البكري:
النقد العلمي للاستشراق يخدم المعرفة وجزءا من الحوار الحضاري
المستشرقون حجبوا نور الإسلام عن شعوبهم .. ودحض مزاعمهم ينير العقل الغربي
الدوحة – الراية:
صدر مؤخرا عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (ترجمة وقراءة نقدية) لكتاب من أهم كتب الاستشراق ومرجع من أهم مراجعه وهو كتاب (تاريخ القرآن) للمستشرق الألماني (تيودور نولدكه) (1836 - 1930م) ترجمة وقراءة نقدية للباحث د. رضا محمد الدقيقي وهو رسالة علمية متميزة حصل بها الباحث على درجة الدكتوراة من جامعة الأزهر، بمرتبة الشرف مع التوصية بالطبع، وقد أشرف عليه أ. د محمود حمدي زقزوق وشارك في المناقشة كل من أ. د عبدالله الشاذلي وأ. د. محمد شامة والمستشرق الألماني تيلمان ناجل.
وقدم عبد الله بن عمر البكري رئيس لجنة إحياء التراث الإسلامي والنشر العلمي عرض للكتاب أكد فيه انه لأهمية كتاب (تاريخ القرآن) فلا تكاد تجد باحثاً مختصاً في مجال الدراسات الإسلامية في الغرب لا يرجع إليه.
وهذه فكرة موجزة عن الكتاب نستعرض فيها بعض ماورد في مقدمة الباحث لرسالته والتي تُعد من أهم الدراسات المعاصرة المتعلقة بحركة الاستشراق، وقد اعتبرها الباحث خطوة للحوار مع المستشرقين حيث أشار أنه لا ينبغي أن يماري أحد في أهمية الحوار الديني مع الغرب، وهذا الحوار يتضمن بالضرورة حوارًا مع المستشرقين الذين هم من أهم مكونات العقل الغربي والثقافة الغربية. والحوار مع المستشرقين كما يرى الدكتور يوسف القرضاوي جزء من الحوار الديني للغرب ومتمم له وهو ضروري لتصحيح الفكرة وتقريب الثقة وتنقية الأجواء وتمهيد الأرض لعلاقات أفضل كما يرى الباحث.
وقال البكري: وتأتي أهمية هذه الدراسة كونها تتعلق بعالم من أبرز المستشرقين ويكفي أنه أستاذ للمستشرق كارل بروكلمان ذائع الصيت صاحب (تاريخ الأدب العربي) الذي يُعد من أبرز أعمال المستشرقين وأنفعها حتى جاء الباحثة د. فؤاد سزكين بالعمل الأنفس وهو (تاريخ التراث العربي) الذي أصلح فيه أخطاء بروكلمان وزاد عليه ونقحه. يقول المستشرق الألماني "إينو ليتمان" عن (نولدكه): (لقد طبعت مكانته العلمية وقوة نفوذه حقل الاستشراق بكامله خلال السبعين عاماً الأخيرة بطابع شخصيته، ولولاه لما أمكن أي تطور لهذا العلم).
واضاف: ووصفه المستشرق الألماني " يوهان فيُك" بالذكاء الحاد والفكر الثاقب والذاكرة القوية التي أتاحت له أن يسلك طريقه في مجالات عديدة؛ فهو لغوي ومؤلف ومترجم ونحوي وناقد. وقال: إنه يمكن وصفه بأنه أعظم المستشرقين الألمان في عصره، ووصف منهجه بالتدبر الحكيم الذي جعل أبحاثه من الوجهة المنهجية نموذجاً يُحتذى.
ووصفه " جولدتسيهر" بأنه (زعيمنا الأكبر) وقال تلميذه " كارل بروكلمان": كان "نولدكه" على رأس مدرسة الاستشراق الألمانية بـ " اشتراسبورج" وطبع حركة الاستشراق سبعين سنة بشخصه.
وقال عنه المستشرق الألماني " رودي بارت " (صاحب أشهر ترجمة لمعاني القرآن في ألمانيا): "تيودور نولدكه أستاذ الاستشراق الجليل الذي حظي باحترام عالمي في مادته".
وإذا كانت هذه مكانة نولدكه بين زملائه وتلامذته من المستشرقين؛ فقد تمتع بمكانة طيبة وسمعة حسنة بين كثير من العلماء العرب فقد أثنى عليه جماعة وقال عنه د. عبد الرحمن بدوي: (يعد نولدكه شيخ المستشرقين الألمان غير مدافَع، وقد أتاح له نشاطه الدائب وألمعية ذهنه واطلاعه الواسع على الآداب اليونانية ... أن يظفر بهذه المكانة ليس فقط بين المستشرقين الألمان بل بين المستشرقين جميعاً).
¥