[الفاتيكان والإسلام (1) بقلم: د. محمد عمارة]
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[08 Oct 2007, 11:13 م]ـ
بقلم: د. محمد عمارة: بتاريخ 29 - 9 - 2007
عندما انتخب البابا يوحنا بولص الثاني [1921 ـ 2005م] بابا للفاتيكان، وحبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكية ـ أكبر كنائس النصرانية (1.1 مليار) ـ وأطل على رعيته من شرفة كنيسة القديس بطرس ـ في 16 - 10 - 1978م ـ أعلن "أن المسيح هو الحل" .. وسعى وراء "تنصير الثقافة" .. وذلك لمواجهة الواقع المسيحي الغربي الذي همشت فيه العلمانية المسيحية، حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان .. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!! ..
وفي مواجهة هذا الواقع ساد في الفاتيكان اتجاه يدعو إلى مقاومة حظر انقراض المسيحية والمسيحيين!.
ـ وعلى مستوى العلاقات الخارجية للفاتيكان نشط البابا وكنيسته على عدة جبهات، منها:
1ـ الانخراط النشط مع أمريكا والغرب الرأسمالي في الحرب الباردة ضد الشيوعية والمعسكر الاشتراكي .. تلك الحرب التي وصفوها بأنها "معركة من أجل الاستيلاء على عقول البشر".
وفي إطار العمل على هذه "الجبهة" زار البابا وطنه بولندا 1979م .. وحرك نقابة العمال ـ "التضامن" ـ بزعامة "ليخ فاليسا" ضد الشيوعية وحكومتها .. وعمل على إيقاظ القومية السلافية في أوروبا الشرقية .. كما كان تشجيعه لـ "فالكلاف هافل" والمنشقين على الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا جزءا من الحرب الباردة الغربية ضد الشيوعية .. ويومها حذر رئيس الاستخبارات السوفييتية (كي. جي. بي) "يوري أندروبوف" الزعماء الشيوعيين البولنديين من أنهم قد ارتكبوا خطأ فادحاً حين سمحوا للبابا بالعودة إلى وطنه زائراً! ..
ـ وفي 1991م امتدح البابا رأسمالية السوق الحرة، وأعلن "أنه على مستوى الأمم المنفردة والعلاقات الدولية، تعتبر السوق الحرة أكثر الأدوات فاعلية لاستخدام الموارد، والاستجابة للحاجات بفاعلية" .. وأقر "بالدور الشرعي للربح كمؤشر على أن شركة أعمال ما تقوم بعملها جيداً .. " .. وحارب "لا هوت التحرير" وقساوسته ـ في أمريكا اللاتينية ـ أولئك الذين أرادوا إعطاء "بعد اجتماعي تقدمي" للمسيحية والإنجيل ..
ـ وفي إطار دور الفاتيكان في قيادة "الجبهة الدينية" في الحرب الباردة، كانت قد صدرت قرارات المجمع الفاتيكاني في ستينيات القرن العشرين، لجذب المسلمين تحت لافتات الحوار الكاثوليكي مع غير المسيحيين .. وتبرئة اليهود المعاصرين من دم المسيح! ..
2ـ وعلى جبهة التقرب من اليهود ـ خضوعاً للابتزاز الصهيوني .. واتساقاً مع تحالف الكنيسة الكاثوليكية مع الإمبريالية الأمريكية، والمسيحية البروتستانتية (المسيحية الصهيونية) ـ ولدور اليهود في الحرب الباردة ضد الشيوعية .. بدأ الفاتيكان التوجهات التي سميت "زرع المسيح في إسرائيل"! .. والحديث عنه باعتباره يهودياً! ..
كما أعلن البابا يوحنا بولص الثاني بمناسبة "سنة الفداء" ـ في 20/ 4/1984م ـ أن القدس هي شعار الوطن اليهودي! فقال: "منذ عهد داود، الذي جعل أورشليم عاصمة لمملكته، ومن بعده ابنه سليمان الذي أقام الهيكل، ظلت أورشليم موضع الحب العميق في وجدان اليهود، الذين لم ينسوا ذكرها على مر الأيام، وظلت قلوبهم عالقة بها كل يوم، وهم يرون المدينة شعاراً لوطنهم"!
ـ وكان البابا يوحنا بولص الثاني أول بابا كاثوليكي يزور كنيساً يهودياً ـ كنيس روما القديم ـ 1986م ..
ـ وفي 1993م أقام الفاتيكان العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية .. وجاء في مقدمة المعاهدة التي عقدت في 31 - 12 - 1993م بين الفاتيكان وإسرائيل النص على "العلاقات الفريدة بين الكاثوليكية والشعب اليهودي"! .. بما يتضمنه هذا النص من "إلزام ديني" حتى للكاثوليك العرب بهذه العلاقة الفريدة مع الكيان الصهيوني!! ..
¥