تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القرآن بين أركون والجابري وأبو زيد]

ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[05 Jan 2008, 05:32 م]ـ

أحبابي الكرام

هذا جزء من حوار أجرته معي صحيفة الوقت (البحرين) كتعلق بالقراءة الحداثية للقرآن الكريم، أضعه بين أيديكم للاطلاع والتقويم والمراجعة. حفظكم الله ورعاكم ووفقكم وسدد حطاكم. أما باقي محاور الحوار فكانت حول التجديد الديني وفقه الواقع والحركة الإسلامية بالمغرب

الوقت-نادر المتروك:

يقرّ الدكتور أحمد بوعود أن هناك فراغاً كبيراً في البحوث التجديدية الخاصة بقراءة القرآن الكريم وتفسيره داخل الإسلاميين، ويرى أن هذا الفراغ أدّى إلى نمو القراءات المعاصرة للقرآن الكريم والتي عمدت إلى استثمار العلوم الجديدة في قراءة النص وتحليل الخطاب، وفي حين نشأت ردود فعل قاسية تجاه هذا النمط من القراءات؛ فإنّ بوعود يتبنى موقفاً علمياً ولا يؤيد التوجّه إلى تضليل وتكفير أصحاب هذه القراءات، ويعمل بدلا من ذلك على تناولها بالنقد والتحليل والوقوف على سلبياتها عبر طرائق البحث العلمي، وهو ماض في هذا الاتجاه وأنجز كتاباً بهذا الشأن سيصدر قريبا.

* يمثل النصّ القرآني محوريّة الإيمان الدّيني في الإسلام، وهو المرجعيّة الأساسية التي تستمدّ منها القيم والأحكام والتشريعات، ولكنه خضع لجملة من العمليات التأويلية التي جعلته يتحرّك في إطار تداولي مفعم بالتشابهات، وتأتي القراءات المعاصرة في مقدمة الفعّاليات التأويلية إثارةً للإشكال. ما تعليقكم النقدي العام على القراءات المعاصرة؟ وما هي أصول المقاربة القرآنيّة ''المعاصرة'' في رأيكم؟

- إن كثيرا من علومنا في حاجة إلى مراجعة وتجديد، وفي مقدمتها علوم القرآن التي يخشى كثير من الناس الاقتراب منها خوفا من الزلل والانزلاق إلى الكفر والضلال. وكثير ممن تصدّوا إلى قراءة القرآن الكريم قراءة معاصرة أو قراءة حداثية باستخدام العلوم الإنسانية والألسنية إنما فعلوا ذلك بسبب الفراغ المهول الحاصل في هذا المجال. لكن عوض الاكتفاء برمي أصحابها بالضلال والكفر، فإن الحاجة ماسة إلى النظر فيها لتمييز صوابها من خطئها، وبيان الرأي الذي يتفق مع الشرع والعقل والواقع واللغة. والمتأمل في أطروحات الحداثيين بشأن النص القرآني يجدها ذات مرتكزات ثلاثة:

• مرتكز من كتب علوم القرآن (البرهان، الإتقان ... )، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من المباحث في علوم القرآن تحتاج إلى مراجعة وتمحيص لاحتوائها على نصوص وروايات تخالف كمال النص القرآني وقدسيته.

• ومرتكز من الفكر الاستشراقي (ومن رموزه ''نولدكه''، صاحب الكتاب الضخم تاريخ القرآن، وبلاشير، صاحب ترجمة القرآن المشهورة وكتاب القرآن تاريخ تنزيله .. ). وهذا الفكر يعتمد المنهج الإسقاطي؛ حيث يسقط الصراع الذي دار عن الكتاب المقدس عندهم على النص القرآني. بل إنهم لا يؤمنون أن القرآن الكريم من عند الله، وإنما يعتبرونه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وما شابه ذلك.

• وهناك مرتكز من الفكر الحداثي (فلسفة الأنوار، البنيوية، التفكيكية ... )، وهذا الفكر ولد من رحم العداوة للكنيسة والدين، فيرفض الخضوع لأي سلطة فوقية سوى سلطة العقل، بل يدعو إلى القطيعة مع كل ما هو غيبي ميتافيزيقي.

* وماذا تقولون في الإنجاز القرآني أولاً للمفكرر محمد أركون؟

- بالنسبة لمحمد أركون، فإنه يرى أن هناك ثلاث منهجيات في بحث الظاهرة القرآنية، وهي: المنهجية التيولوجية، والمنهجية التاريخية الأنتربولوجية، والمنهجية الألسنية السيميائية النقدية التفكيكية التي يتبناها. والمنطلق الرئيس للسيميائيات كان هو الحكايات الشعبية، وهي كما يقول روادها مطاردة للمعنى لا ترحم، بقدر ما يتمنع ويتدلل ويزداد غنجه، بقدر ما يكبر حجم التأويل ويزداد كثافة وتماسكا ويؤدي إلى ''انزلاقات دلالية لا حصر لها ولا عد'' حسب تعبير أمبيرتو إيكو. ويهدف الدرس السيميائي إلى تخليص حقول المعرفة الإنسانية من القيود الميتافيزيقية التي تكبلها. أما التفكيك فهو من المصطلحات المتداولة في الدراسات النقدية المعاصرة، ويرتبط بهايدغر ( Heidegger) (1976)، قبل أن ينتشر في الفكر الفرنسي المعاصر على يد اليهودي جاك دريدا ( Jacques Dérida)(2004) ابتداء من سنة.1967 ويقصد به القطيعة مع الميتافيزيقا والخروج من سلطتها، بل كل فكر غيبي ميتافيزيقي ماورائي ينبغي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير