[لأزهر ينفي تصريحه لتسجيلات قرآنية بمؤثرات صوتية]
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Oct 2007, 06:07 ص]ـ
القاهرة – وكالات
أكد الأزهر الشريف أنه لا يعطي أي تصريحات لتداول أشرطة قرآنية تحتوي على مؤثرات صوتية،
وقال: إن ما حدث من تداول تسجيلات لتلاوة القرآن الكريم بصوت أحد المنشدين مصحوبة بموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية أمر مرفوض شرعا، ويجب منعه فورا.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت أن هذه التسجيلات أنتجت بتصريح من الأزهر يحمل الرقم 99 لسنة 2005، وهي من إنتاج شركة "الراية- رمضان غريب للإنتاج والتوزيع"، ومسجلة بصوت وليد أبو زياد، الذي يعمل بمجال الإنشاد الديني في محافظة "بني سويف" (124 كم جنوب القاهرة).
وتصاحب التلاوة القرآنية مؤثرات صوتية، تتضمن أصوات حيوانات ورياحا وعواصف ومؤثرات أخرى، وتتقدم التلاوة مقدمة تشويقية تصاحبها أصوات تعلو وتتدفق وتقذف في قلوب المستمعين الرعب تارة، بينما يكون إيقاعها هادئا تارة أخرى، وذلك وفق الجو النفسي للسورة.
ففي تلاوته لسورة يوسف مثلا وحين يقرأ قوله تعالى: "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"، يتلو الشيخ وليد أبو زياد الآيات مصحوبة بعواء ذئاب.
وحين يقرأ قوله تعالى: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ"، تسمع صوت صرير الباب وهو يغلق أو يفتح، وهكذا في كافة الآيات المسجلة على الأشرطة والأسطوانات الممغنطة.
في الوقت نفسه اعترف الشيخ عبد الظاهر محمد عبد الرازق مدير الإدارة العامة للجنة البحوث والتأليف والترجمة -الجهة المسئولة بالأزهر الشريف عن إعطاء تصاريح تداول للتسجيلات الصوتية الخاصة بالقرآن الكريم والأدعية والأحاديث النبوية- أن تصريح الشركة منتجة تلك التسجيلات صحيح.
وأضاف قائلا: "لقد حصلت الشركة على تصريح الأزهر بغرض إنتاج تسجيلات قرآنية تم الاستماع إلى نسخ منها، أما ما ظهر في الشرائط من مؤثرات صوتية تصحب القرآن الكريم بهذا التصريح فلا علاقة للمجمع به، ولذلك سيتم اتخاذ ما يلزم لوقف تلك التسجيلات".
وشدد على أن الأزهر لا يمكن أن يعطي تصريحا لأي شركة أو إنسان يقوم بإنتاج شرائط قرآنية بهذه الصورة المعروضة التي تنال من قدسية كتاب الله، وتهزأ بتصاريح الأزهر الشريف.
وحول موقف أعضاء مجمع البحوث الإسلامية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو المجمع: "لا أتصور إطلاقا أن يكون مجمع البحوث الإسلامية أو أي جهة تابعة للأزهر الشريف قد وافقت على أن تمنح لأية شركة تصريحا لتداول أشرطة قرآنية مصحوبة بمؤثرات صوتية".
وأضاف أن "القرآن أجلّ وأعظم من أن تصاحبه موسيقى أو أي مؤثرات يستعين بها المخرجون في أفلامهم الدينية والتسجيلية"، مؤكدا أنه "يجب أن يتلى بصورة فيها خشوع، وابتكار أي طريقة لتلاوة القرآن غير ما عرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز شرعا".
وأشار إلى أن القرآن الكريم ليس كلمات أغان يؤدى بنغمة الغناء أو الألحان التي تعودنا أن نسمعها في الأغاني، وعليه فلا يجوز شرعا أن نعرض القرآن لمثل هذا الأمر.
واعتبر أن القول إن مصاحبة الآيات القرآنية بمؤثرات صوتية من شأنه تعميق الشعور لدى المستمع كلام غير لائق، وقال: "من يريد أن يتعمق في فهم القرآن الكريم فعليه أن يلجأ لكتب التفسير المعتبرة، فكبار المفسرين شرحوا الآيات، وهم بشرحهم يُغْنُون عن أي مؤثر صوتي أو مرئي في الوصول لفهم الآية الكريمة".
الشيخ محمد الراوي أستاذ علوم القرآن وعضو مجمع البحوث الإسلامية يشدد على ضرورة أن يبقى للقرآن خاصيته في مخاطبة الإنسان وتأدية رسالته في البلاغ، دون تدخل عوامل أخرى لتلفت نظر الناس.
ويضيف أن "القرآن الكريم لا يحتاج لمؤثرات صوتية أو موسيقى تصويرية للفت انتباه الناس إليه، وكل ما في الأمر أنه يمكن لأصحاب الأصوات الجميلة القادرة على أن تتلو القرآن بصورة تخشع لها القلوب أن يقرءوا القرآن، وهي كثيرة بين أبناء المسلمين".
ويؤكد أن الحل لعدم تكرار هذا العبث بالقرآن الكريم هي أن تلتزم تلك الشركات التي تحصل على تصاريح الأزهر بما قدموه للأزهر ووافق عليه ولا يزيدون، خاصة أن ديننا يأمرنا بالالتزام والانضباط وعدم التجاوز وخاصة مع القرآن الكريم.
وكان الدكتور عبد الله النجار عضو المجمع قد أعلن أنه استمع إلى هذه التسجيلات الموجودة على شرائط كاسيت وأسطوانات ممغنطة، ورأى أنها تتنافى مع قوله تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ".
واعتبر في تصريحات سابقة "للعربية نت" أن ذلك يدخل ضمن "الابتداع في الدين"، وأكد أن القاعدة تقول: "إن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وأكد النجار أن التسجيلات القرآنية المصحوبة بالمؤثرات الصوتية تغيير بالمطلوب الشرعي الذي ينص على أن يقرأ المسلم الآيات، وأن يستمع وينصت إليها بكل جوارحه "فهذا تشويه للتلاوة القرآنية وليس تشويقا أو جذبا للمستمع، وهو يعبر عن سريان حالة من الجهل في التعامل مع كتاب الله".
وطالب الأزهر بالتدخل السريع لوقف هذا التعدي والتجاوز على كتاب الله "لأن هذا من شأنه أن يفتح الباب لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الكتاب العظيم الوحيد الذي لم يتعرض لتحريف أو تشويه طيلة 14 قرنا من الزمان".
المصدر: http://www.islamfeqh.com/news.php?go=fullnews&newsid=44
¥