تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نسخة معدلة من بحث: الحجاب يتحدى]

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Aug 2008, 11:26 م]ـ

الحجاب يتحدى

د. أحمد إدريس الطعان

كلية الشريعة – جامعة دمشق

أختاه يا ذات الحجاب تحية كم في عفافك أنت رائعة جميلة

ياوردةً في الكون فاح عبيرها وشريعة الإسلام دوحتها الظليلة

تيهي على الدنيا فخاراً واسحبي ثوب الإباء وجرجري تيهاً ذيوله

كم أمة بنسائها فوق الذرى كم أمة بنسائها ركعت ذليلة

لم أعرف كيف أنسق الأبيات الشعرية في الصفحة فالمعذرة

? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? [سورة الأحزاب: 59].

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله عز وجل ? وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... ? سورة النور آية 31

وقال عز وجل ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ? سورة الأحزاب آية: 59

لقد كانت فريضة الحجاب فريضة محكمة أراد الله عز وجل من خلالها أن يحفظ للمرأة كرامتها من الامتهان، وعرضها من الابتذال، وذلك بسترها لجسدها ومفاتنها، حتى تتمكن من القيام برسالتها الإنسانية إلى جانب الرجل وتكف طرفه عنها لكي لا يطمع في شرفها من كان في قلبه مرض ? فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? سورة الأحزاب آية: 32

إن الآيات الكريمة السابقة نسيج واحد يحتوي على مجموعة من الوصايا التي تكرم المرأة، وتهيئها لحمل رسالتها كإنسان مكمل لنصفها الآخر: الرجل.

- فلتغضض من بصرها كما أُمر الرجل.

- ولتحفظ فرجها مثلها مثل الرجل.

ثم تتميز المرأة تبعاً لتكوينها الذي خلقها الله عز وجل فيه ووظيفتها التي أناطها الله عز وجل بها ببعض الأوامر والوصايا:

- فلا تبدي زينتها إلا لمن سمّاهم الخالق عز وجل.

- وتضرب بخمارها على رأسها وعنقها وصدرها.

- وتحرص على أن حالها مبني على الستر دائماً فتدني على جسدها جلباب اللباس والقماش وعلى نفسها وكرامتها جلباب الحياء والفضيلة.

- وتجدّ في لهجتها وحديثها، وتخفض من صوتها وضحكها، وتختار الكلمة المناسبة مع المقام المناسب بحسب الحال والمآل حتى لا يطمع بها مرضى القلوب.

وحين تتحقق المرأة بهذه الوصايا فلا عليها أن تكون عنصراً فاعلاً في الحضارة إلى جانب الرجل تشاركه في محافل العلم والعمل والجهاد والتربية والدعوة ولم يمنعها حجابها من كل ذلك ولم يعق حركتها ولم يعرقل مسيرتها.

المطلب الأول - العلمانية والحجاب:

لم تنظر العلمانية إلى قضية الحجاب على أنها قضية شخصية يسري عليها الحق الفردي في الاختيار والإرادة، وذلك لأنها مسألة ذات أبعاد دينية، بل أقول لأنها ذات أبعاد إسلامية بالدرجة الأولى، وهكذا فإن الغرب باعتباره هو الذي يسوق قطار الحضارة اليوم وقف موقفاً سلبياً من الحجاب لأنه أصبح رمزاً لأعتى عدوٍّ صنعه الغرب لنفسه وهو الإسلام. فتحولت مسألة الحجاب إلى مسألة سياسية خاضعة لرهانات القوة والتفوق.

ومضى جيل التلاميذ المدللين يردد المقولات الغربية بشأن الحجاب، ويَعدُّ كل باحثٍ يُسهم في نزع الحجاب باحثاً تنويرياً تُكال له المدائح، وتُعقَد له الندوات ()،حتى ولو تميز هذا الباحث بشيءٍ من الإنصاف والرزانة فإن الأنشطة العلمانية كفيلة بتحويله إلى رمز للتنوير والحداثة حتى ولو لم يرغب هو بذلك، وأقصد هنا قاسم أمين كمثال فلم أجد في كتبه الثلاثة المشهورة " المصريون " وتحرير المرأة " و " المرأة الجديدة " ما يدعو المرأة إلى الانسلاخ من تعاليم الشريعة أو اعتبار أحكام الشريعة الخاصة بها أحكاماً تاريخية، كل ما دعا إليه أن تنزع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير