تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[انتشار النصرانية بالسيف]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Sep 2007, 11:33 م]ـ

مفكرة الإسلام: نقل البابا عن الإمبراطور البيزنطي كلمته الفاجرة التي قال فيها لمن زعم أنه محاوره: "دلني على شيء جاء به محمد كان جديدًا، ولن تجد إلا أشياءً شريرة وغير إنسانية مثل أمره بأن تنشر العقيدة التي جاء بها بالسيف. إن الله لا تسره الدماء، ولا تسره التصرفات غير العقلية". فقلت: سبحان الله! رمتني بدائها وانسلت. وهل عَهِدَ الناس أهل دين هم أبعد عن العقلانية وأكثر ولوغًا في الدماء وفي ظلم العباد من المنتسبين إلى ما يسمونه بالمسيحية؟

رددت على السخافات التي جاءت في محاضرة البابا كما رد عليها كثيرون غيري من المسلمين وغير المسلمين [1]، وبينَّا أن الحروب التي خاضها المسلمون كانت حروبًا ضد الظلم، الظلم بكل أنواعه، ظلم المعتدين على المسلمين، وظلم الصادين الناس عن الدين، وظلم الناقضين لعهود أبرموها مع المسلمين، ولم تكن أبدًا لإدخال الإيمان كرهًا في قلب أحد من العالمين. وبينَّا أنهم لم يحاولوا ذلك؛ لأنهم علموا من دينهم أن الإيمان مسألة قلبية، وأنه لا مخلوق له سلطان على قلوب العباد.

لكننا في هذا المقال نود أن نقول للبابا: إنه كان يجدر به أن يتكلم عن العنف الذي استعمله قومه الغربيون على مر الزمان لإكراه الناس على قبول دينهم وثقافتهم. ولا نريد أن نفعل كما فعل هو حين استشهد على افترائه بشهادة رجل من بني دينه عدو حاقد مغلوب. لن نستشهد على زعمنا بشهادة رجال مسلمين، وإنما سنُشهِد عليه شهداء من غير المسلمين، فنقول:

أولاً: هذه هي المؤرِّخة الشهيرة ( Karen Armstrong كيرن آرمسترونج) تكتب ردًا على محاضرة البابا تبين فيها:

1ـ إن زعم رجال الفاتيكان بأن غرض البابا هو "أن ينمي اتجاه احترام وحوار نحو الأديان والثقافات الأخرى، ومن البديهي نحو الإسلام" ليس أمرًا واضحًا في كلماته، وتشبهه في هذا برجل دين مثله في القرن الثاني عشر وجَّه رسالة إلى المسلمين بدأها بقوله: "إنني أريد أن أواصلكم بالكلمات لا بالسلاح، وبالعقل لا بالعنف، بالحب لا بالبغض". لكنه جعل عنوان رسالته "ملخص لهرطقة العرب الشيطانية كلها". وتحدث فيها عن "قسوة الإسلام الحيوانية" وزعم أن محمدًا وطَّد أمره بالسيف. "هل كان محمد نبيًا حقًا"؟ تساءل ثم أجاب "سأكون أسوأ من حمار إذا وافقت. أسوأ من الأنعام إذا أقررت".

2ـ تُنكِر المؤرخة أن يكون الإسلام قد انتشر بالسيف، وهي صاحبة كتاب بالإنجليزية عنوانه "موجز لتاريخ الإسلام" A Short History of Islam..

3 ـ وتذكِّر البابا "بأن بعض الصليبيين الأوائل بدؤوا رحلتهم إلى الأرض المقدسة بذبح كل الجماعات اليهودية الساكنة على ضفاف نهر الراين، وأنهم أنهوا حربهم الصليبية في عام 1099 بعد أن ذبحوا ثلاثين ألف مسلم ويهودي في القدس".

ثانيًا: كتب رئيس حركة السلام الإسرائيلية يوري أفنيري ([2]) Uri Avnery ـ الذي وصف نفسه بأنه يهودي ملحد ـ ردًا علميًا على البابا ذكر فيه من بين ما ذكر المسائل التالية:

1ـ أن الحوار المزعوم أمر مشكوك فيه، وأن الإمبراطور لم يذكر لنا اسم الرجل الذي حاوره.

2ـ أن الإمبراطور عمانيويل الثاني الذي تولى الحكم في عام 1391 كان على رأس إمبراطورية تحتضر؛ إذ لم يبق لها من محافظاتها إلا القليل، وكان هذا القليل واقعًا تحت تهديد الأتراك.

3ـ في يوم 29 من شهر مايو عام 1453 وبعد عدة سنين من موت هذا الإمبراطور سقطت عاصمته، القسطنطينية (إسطنبول) في يد الأتراك.

4ـ إبان حكمه تجول هذا الإمبراطور في أوروبا محاولاً أن يقنع الأوروبيين بمساعدته ضد الأتراك، وأن يبدؤوا حربًا صليبية جديدة، واعدًا إياهم بأنه سيوحد الكنيسة. وأن هذه الرسالة كتبت في هذا الوقت لأسباب سياسية.

5ـ محاضرة البابا بندكت السادس عشر كانت أيضًا خدمة للإمبراطور الجديد جورج بوش الذي يسعى لتوحيد العالم النصراني ضد محور الشر الذي هو في غالبه مسلم، وضد مجيء الأتراك إلى أوروبا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير