تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الرد على آخر تقاليع أوباش المهجر: "القرآن الشعبى"]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:42 ص]ـ

إنهم"يحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه"!

آخر تقاليع أوباش المهجر: "القرآن الشعبى"

د. إبراهيم عوض

منذ عدة ليال علمت، بالمصادفة المحضة وأنا أتصفح أحد مواقع المشباك، أن موقعا من المواقع النجسة قد نشر فى صفحته الرئيسية شيئا اسمه "القرآن الشعبى" من عمل أوباش المهجر يَسْخَرون به من القرآن. ولفت انتباهى تحذير أحد الكتاب الأفاضل للقراء المسلمين من محاولة الوصول إلى هذا الموقع أو قراءة ذلك القرآن خشية منه على عقيدتهم. ولم أكذّب خبرا فحاولت الوصول إلى هذا النص الذى يُخْشَى منه على عقائد المسلمين كل هذه الخشية فوجدت أن المسألة تتلخص فى أن حثالة الأوباش من أعباط المهجر ممن أُوتُوا نصيبا هائلا من الفهاهة والبلاهة والسفاهة والسفالة والرذالة والجهالة قد جاؤوا بالنص القرآنى وأخذوا يعبثون بآياته مغيرين كلمات مثل "الله" و"الرحيم" و"الصراط" و"الرَّيْب" و"الرِّجْس" و"النكاح" بطول القرآن كله إلى "اللات" و"الرجيم" و"الطريق" و"الشك" و"الوساخة" و"النيك" على الترتيب، علاوة على إتْباعهم بعض الألفاظ القرآنية شرحا عاميا لها على سبيل التهكم والسخرية أو تعليقا بذيئا عليها تصورا منهم أن هذا من شأنه تدنيس كتاب الله. وقد ذهب ذهنى يقلب فى صفحات التاريخ عن المحاولات التى قام بها أوباش سابقون بغية تحريف القرآن، فتذكرت ما صنعه اليهود فى ستينات القرن الماضى حين وزعوا فى بعض البلدان الإفريقية المسلمة مصاحف بدّلوا فيها وحرّفوا، كما صنعوا مثلا مع كلمة "لُعِنَ" فى قوله تعالى: "لُعِنَ الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم"، التى حرفوها إلى "أُمِنَ" مستغلين التشابه الخَطِّىّ بين الكلمتين. وبهذه الطريقة فإن اليهود، بدلا من استيجابهم اللعنة الإلهية، أصبحوا مأمونين يُطْمَأَنّ إلى كلامهم وسلوكهم وأخلاقهم. وهكذا تحول الذم إلى إشادة ومدح. ثم تذكرت أيضا ما تريده أمريكا من الدول العربية من إسقاط النصوص القرآنية التى تدعو المسلمين إلى الجهاد ذَوْدًا عن دينهم وكرامتهم وأوطانهم وأممهم، وبذلك يخلو الجو للصليبيين والصهيونيين ليفعلوا بنا وببلادنا وثرواتنا وحاضرنا ومستقبلنا ما يحلو لهم دون معقّب أو منقّب أو رقيب أو حسيب. ثم تذكرت أيضا كتاب "الفرقان الحق" الذى ظهر منذ أعوام قليلة فى محاولة دنيئة لتقليد القرآن الكريم، وكله سباب مقذع لله والرسول والمسلمين. وها نحن أولاء نشهد الآن محاولة أخرى لتحريف القرآن المجيد. فما معنى هذا؟ إن معناه أمران: الأول أن أهل الكتاب قد مَرَدُوا على تحريف وحى السماء فأضحى الأمر يجرى فى دمائهم كالأفيون والكوكايين والهيروين لا يستطيعون منه فكاكا حتى إنهم لم يكتفوا بما اقترفوه فى حق كتبهم، بل مدوا أيديهم إلى القرآن ذاته يريدون تلويثه كما لوثوا كتابهم المقدس، ولكن هيهات. والثانى أنهم فى أمريكا والغرب قد فقدوا عقولهم وبلغوا من الوقاحة والبجاجة والرذالة والسفالة مبلغا بعيدا جَرّاء كراهيتهم لهذا القرآن ورعبا منه رغم أن فى أيديهم من وسائل القوة والجبروت ما لم يكن يخطر على بال. وهذا دليل على ما يمثله القرآن لهؤلاء المجرمين من تحدٍّ يعلمون هم قبلنا أنه تحدٍّ رهيب، وذلك رغم ضعف المسلمين المخزى فى هذا الطور من أطوار تاريخهم. وقد سألت نفسى: لم لا تكتب يا فلان شيئا فى هذا الأمر كما كتبتَ عن "الفرقان الحق" لَدُنْ ظهوره فمزّق الله على يديك وأيدى أمثالك ذلك الضلال المبين وفَضَح المآبين الذين كانوا وراءه؟ لكنى لم أقف أمام هذا السؤال طويلا، إذ كنت وما زلت مشغولا ببعض الشؤون الأخرى الملحة ... إلى أن صح منى العزم فجأة، رغم هذه الشواغل، على كتابة بعض الصفحات فى هذا السبيل، وهى الصفحات التى بين يدى القارئ الكريم والتى كتبتها أمس واليوم على عجل. وأرجو أن تجد فيها أمتى شيئا من الجدوى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير