تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[محمد أركون والمنهج الألسني النقدي في دراسة الظاهرة القرآنية]

ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[13 Nov 2007, 12:07 ص]ـ

محمد أركون والمنهج الألسني النقدي

بقلم - أحمد بوعود

1 - القراءة الإيمانية

2 - القراءة التاريخية الأنتربولوجية

3 - القراءة الألسنية والسيميائية النقدية

4 - ملاحظات نقدية

كثرت اليوم الدعوات إلى قراءة جديدة للقرآن الكريم، وتعالت بالاستفادة مما توصلت إليه العلوم اللغوية المعاصرة خاصة، والعلوم الإنسانية عامة، ومنهم من يدعو إلى ذلك عن حسن نية ورغبة في تحقيق استمرارية حفظ الوحي وصلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ومنهم من يفعل ذلك هدما للدين وقضاء عليه.

ولعل واجب الوقت يدعو إلى النظر في هذه القراءة وتلك الدعوات لتمييز صوابها من خطئها إن كان لها صواب، وبيان الرأي الذي يتفق مع الشرع والعقل والواقع واللغة، عوض الاكتفاء برمي أصحابها بالضلال والكفر، فذلك لا يجدي شيئا، خصوصا أن كثيرا من النخب المثقفة، والجاهلة بأمور الوحي وبأمور دينها يستهويها مثل هذه الأطروحات.

وفي دورته السادسة عشرة بدبي (دولة الإمارات العربية المتحدة) 30 صفر-5 ربيع الأول 1426هـ، الموافق 9 - 14 نيسان (إبريل) 2005، أكد مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في قراره [2] على ضرورة تناول هذه القراءة الجديدة بالدرس والتحليل والنقد العلمي، عبر ندوات ومؤلفات، والحوار المنهجي الإيجابي مع أصحابها.

في هذا الإطار، اخترت نموذجا من أبرز هؤلاء الداعين إلى تطبيق المنهج الألسني النقدي في قراءة القرآن الكريم للدراسة، ويتعلق الأمر بالدكتور محمد أركون مؤرخ الفكر الإسلامي، الذي لا تشفي غليله تلك الدراسات التي اهتمت بالظاهرة القرآنية، فهي قاصرة عن بلوغ المستوى العلمي النقدي المطلوب. ولا يقصر هذا الحكم على الدراسات التي سادت في الفكر الإسلامي، قديمه وحديثه، وإنما يسحبه على الدراسات الاستشراقية، قديمها وحديثها. من هنا، كانت المنهجيات التي اهتمت بالظاهرة القرآنية ثلاثا، يبحث عن مكامن القصور فيها ويدل ويبشر بالدراسة الجديدة التي يراها موفية بالمعايير العلمية:

1 - القراءة الإيمانية:

يقصد أركون بالقراءة الإيمانية، أو اللاهوتية، كل التراث التفسيري الذي خلفه المسلمون، وكل ما دون عن القرآن الكريم، قديما وحديثا. وبعبارة أخرى، هو كل تعامل مع القرآن الكريم يرسخ الإيمان ويثبته في نفوس المومنين. وتتميز هذه القراءة بخاصيتين ملازمتين لها:

الأولى: "كل أنماط القراءات أو مستويات الاستخدام الإيماني للقرآن مسجونة داخل السياج الدوغمائي المغلق ( La clôture dogmatique).

والثانية: كبريات التفاسير الإسلامية التي فرضت نفسها كأعمال أساسية ساهمت في التطور التاريخي للتراث الحي تمارس دورها كنصوص تفسيرية أرثوذكسية (أي مستقيمة، صحيحة، مجمع عليها من قبل رجال الدين) " [3].

هذه القراءة الإيمانية، تستند في نظر أركون، إلى مبادئ/مسلمات لاهوتية يصعب مناقشتها من قبل جميع المسلمين أو وضعها موضع التشكيك. وتتمثل هذه المبادئ في:

1 - "كان الله قد بلغ مشيئته للجنس البشري عبر الأنبياء. ولكي يفعل ذلك فإنه استخدم اللغات البشرية التي يمكن للشعب المعني أن يفهمها. ولكنه في حالة أخرى تجل للوحي عبر النبي محمد، فإنه بين كلماته بلغته الخاصة بالذات، وبنحوه، وبلاغته، ومعجمه اللفظي بالذات. وكانت مهمة النبي/الرسول تكمن فقط في التلفظ بالخطاب الموحى به إليه من الله كجزء من كلام الله الأزلي، اللانهائي غير المخلوق ... ".

2 - "إن الوحي الذي قدم في القرآن من خلال محمد هو آخر وحي. وهو يكمل الوحي السابق له والذي كان قد نقل من خلال موسى وعيسى. كما أنه يصحح التحريف الذي لحق بالتوراة والإنجيل ... ".

3 - الوحي المتجلي في القرآن شامل وكامل ويلبي كل حاجات المؤمنين ويجيب على تساؤلاتهم. ولكن هذا الوحي القرآني لا يستنفد كلمة الله كلها. فالواقع أن الوحي ككل محفوظ في الكتاب السماوي (في اللوح المحفوظ). ينبغي أن نعلم أن مفهوم الكتاب السماوي المعروض بقوة شديدة في القرآن هو، في الواقع، أحد الرموز القديمة للمخيال الديني المشترك الذي كان شائعا في الشرق الأوسط القديم". ويستدل لرأيه هذا بعمل المستشرق السويدي و فيدينغرين [4] ( Geo Widengren)...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير