تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا ترك برتراند رَسِلْ المسيحية؟ حوار بينى وبين الفيلسوف البريطانى

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:23 ص]ـ

لماذا ترك برتراند رَسِلْ المسيحية؟

حوار بينى وبين الفيلسوف البريطانى

د. إبراهيم عوض

لا أدرى متى سمعت لأول مرة فى حياتى باسم برتراند رَسِلْ (1872 - 1970م)، الفيلسوف الإنجليزى المشهور، الذى اهتممت به اهتماما خاصا وأنا طالب فى الجامعة، ومن ثم شرعت أقرأ عنه وله، بدءًا بما كتبه د. زكى نجيب محمود عن الوضعية المنطقية، ذلك المذهب الفلسفى الذى كان يتحمس له كاتبنا المصرى أشد التحمس، وكتب بوَحْىٍ منه كتابه المعروف: "خرافة الميتافيزيقا". إلا أننى ما زلت حتى الآن أذكر بكل وضوحٍ الحوارَ الذى دار عام 1970م بينى وبين زميل لى فى جامعة القاهرة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التى التحقت بها لدن دخولى الجامعة، لكنى لم أبق فيها سوى ثلاثة أيام ليس إلا وبشِقِّ النَّفْس، ثم لم أطق بعدها صبرا فحولت أوراقى إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب فى نفس الجامعة. وكنا أنا والزميل المذكور نسير أمام باب حديقة الأورمان المواجه لشارع الدقى بين العصر والمغرب كعادتنا فى نزهاتنا أيامئذٍ قاصِدَيْن ميدان التحرير على أقدامنا ومتناوِلَيْن ما يعنّ لنا من موضوعات أو ما يكون منها حديث الساعة فى الصحف. وكانت ترجمة كتاب رَسِلْ المعروف بـ"سيرتى الذاتية" قد صدرت لتوها، وكانت، إن لم تتلاعب بى الذاكرة، موضوع نقاش فى الجرائد المصرية. ولم نكن قد قرأنا الكتاب، وإن كنا نتابع ما يكتب عنه فى الصحف وقتذاك. وكنا حديثى عهد بالمحاكمة الدولية التى عقدها رَسِل وبعض المفكرين الأوربيين للرئيس الأمريكى جونسون على جرائمه وجرائم دولته فى فيتنام، وهو ما حظى منا بالإكبار. ثم زاد تقديرى للرجل وأنا أكتب هذه الدراسة حين وقعتُ على مقال يشير إلى لجنة شكلتها مؤسسة برتراند رسل للسلام سنة 1967م للنظر فى الأعمال الإجرامية التى ارتكبها الصهاينة فى فلسطين، إذ كنت أظن أن رَسِلْ لم يبد اهتماما بقضية العرب والمسلمين مثلما أبدى اهتمامه بفييتنام، وأستغرب لذلك الصمت وأعده أمرا شائنا. ثم هأنذا أعلم أنه لم يفته هذا الواجب الإنسانى الكريم.

ليس ذلك فقط، بل إن آخر نشاط سياسى قام به قبيل وفاته 1970م هو تجريمه العدوان الإسرائيلى على البلاد العربية عام 1967م ومناداته بانسحاب إسرائيل من الأراضى التى احتلتها أثناء ذلك العدوان. وهذا نص ما كتبه فى هذا الصدد: " The tragedy of the people of Palestine is that their country was "given" by a foreign power to another people for the creation of a new state. The result was that many hundreds of thousands of innocent people were made permanently homeless. With every new conflict their numbers increased. How much longer is the world willing to endure this spectacle of wanton cruelty? It is abundantly clear that the refugees have every right to the homeland from which they were driven, and the denial of this right is at the heart of the continuing conflict. No people anywhere in the world would accept being expelled in masses from their own country; how can anyone require the people of Palestine to accept a punishment which nobody else would tolerate? A permanent just settlement of the refugees in their homeland is an essential ingredient of any genuine settlement in the Middle East. We are frequently told that we must sympathise with Israel because of the suffering of the Jews in Europe at the hands of the Nazis. [...] What Israel is doing today cannot be condoned, and to invoke the horrors of the past to justify those of the present is gross hypocrisy"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير