[مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر لـ د. ناصر الحنيني]
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[21 Aug 2010, 10:10 م]ـ
لقد كتب الدكتور الفاضل ناصر الحنيني بحثاً بعنوان (مآلات القول بخلق القرآن) وهو منشور في مجلة التأصيل ( http://www.taseel.org/show.php?c=3) للدراسات الفكرية المعاصرة العدد الأول - السنة الأولى - ربيع الأول 1431هـ الموافق فبراير 2010 م.
وتناول فيه نشأة بدعة القول بخلق القرآن وحقيقتها ومن قال بها، ثم شرع في أصل بحثه بفصلين هما:
الفصل الأول: مآلات القول بخلق القرآن قديماً.
الفصل الثاني: مآلات القول بخلق القرآن حديثاً. (في الفكر المعاصر)
وقد تناول الدكتور في الفصل الثاني تأثر الفكر المعاصر مثل أركون والجابري وحسن حنفي ونصر أبو زيد بعقيدة المعتزلة في القول بخلق القرآن، ومآلات ذلك.
وهذه المآلات باختصار هي:
- المآل الأول: القول بوجوب نقد القرآن وأنه كغيره من النصوص.
- المآل الثاني: أن البيئة هي التي أثرت في خطاب القرآن وهذا فيه إشارة إلى أنه ليس بوحي من عند الله
- المآل الثالث: نفي الإعجاز عن القرآن الكريم
- المآل الرابع: إسقاط مرجعية النص القرآني
- المآل الخامس: تجويز وقوع التحريف والزيادة والنقصان في القرآن
- المآل السادس: القول بتاريخية النص القرآني
وقد قمت بنشر الفصل الثاني كاملاً من هذا البحث لتعلقه بملتقى الانتصار للقرآن.
كتب الله أجر الدكتور ناصر وبارك في علمه وعمله.
والآن ادعكم مع ما كتب:
الفصل الثاني:مآلات القول بخلق القرآن في الفكر المعاصر:
تمهيد:
ظهر أثر القول بخلق القرآن جلياً في كتابات بعض المفكرين والأدباء والفلاسفة المعاصرين،وخاصة الذين يدعون إلى العلمانية ونبذ الدين، وكان هذ الرأي الفاسد:بغيتهم التي مهدت لهم في طروحاتهم في نقد القرآن والطعن فيه، واستفادوا من طعونات المستشرقين ومن انحرافات القائلين بخلق القرآن سواء المعتزلة أو الأشاعرة القائلين بالكلام النفسي.
ولكن قبل أن نبدأ في سرد مآلات القول بخلق القرآن الخطيرة على أصل الإسلام ومصدر التشريع وهو القرآن الكريم لابد أن ننبه إلى أمور عدة:
1 - أن الطوائف المنحرفة القديمة كالمعتزلة والأشاعرة ومن وافقهم في رأيهم في القرآن الكريم كانوا معظمين للشريعة وللدين وللقرآن، ولم يكونوا يبوحون بهذا الكفر الصراح،والزندقة المكشوفة؛التي تبين مدى حقد وعداء بعض المتأخرين على الإسلام وأصوله الكبرى.
2 - أن هؤلاء المنحرفين من المفكرين أناس غير موضوعيين ولا يريدون الوصول إلى الحقيقة؛ فهم ينتقون من تراث الأمة ما يوافق أهواءهم وضلالاتهم،وما يكون سبباً في القدح والتشكيك في الدين الإسلامي ومصادر تشريعاته، فلا نراهم يمجدون إلا هذه الطوائف الغالية في البدع والتي تناقض أصل الإسلام ولا تمثل الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. [1] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn1)
3- أن هؤلاء المتأخرين لا يناقشون القضايا التي يتبنونها،أو ينظرون في أدلة المعارضين؛ بل ينقولونها ويشيدون بها دون ذكر الأدلة على ذلك، أو ذكر اعتراضات علماء أهل السنة عليها حتى يردوا عليها؛ بل ولا حتى الاستدلالات العقلية التي تبرر تبنيهم لهذه الآراء،ولكن إتباع الهوى والعداء لهذا الدين أعمى أبصارهم فلا يشعرون بضعف كتاباتهم وتهافتها.
4 - أن هدف هؤلاء من تبنيهم الآراء والاعتقادات المنحرفة لدى بعض الطوائف المنتسبة للإسلام هو ترسيخ ما يسعون إليه من نشر العلمانية كفكر وثقافة حتى يتقبلها المجتمع بغطاء إسلامي كما يزعمون، وفي هذا الصدد يقول نصر أبو زيد:"وليست العلمانية في جوهرها سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين،وليست ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة "أهـ[2] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn2).
¥