تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عولمة الحرب ضد الإسلام بمساعدة العرب]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[27 Sep 2007, 06:19 م]ـ

كتب صالح النعامي (غزة): بتاريخ 26 - 9 - 2007

شرّ البلية ما يضحك ... إسرائيل بعد أن جاهرت بأنها ترى في الكثير من الدول العربية شريكاً لها في الحرب على الحركات الإسلامية، رفعت سقف مطالبها من هذه الدول وحكوماتها، وباتت تطالبها بشكل رسمي وعلني بأن تخطو خطوة أخرى في هذه الحرب، لتنتقل من محاربة الحركات الإسلامية فوق أراضيها إلى المساهمة في عولمة الحرب ضد الإسلام على حد وصف دوائر صنع القرار الإسرائيلية. هذه المطالبات لم تعد حبيسة اللقاءات السرية والضيقة التي تجمع المسؤولين الصهاينة مع نظرائهم في العالم العربي، بل انتقلت للعلن. فمثلاً تعكف إسرائيل حالياً على خطة لتمرير مشروع قرار في الأمم المتحدة يحظر بموجبه على أي دولة من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة السماح لأي حزب أو حركة إسلامية المشاركة في أي انتخابات تجرى فوق أراضيها، بزعم أن هذه الأحزاب وتلك الحركات "إرهابية وعنصرية". وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني أعلنت أنها التقت وستلتقي العديد من وزراء الخارجية في العالمين العربي والإسلامي لحشد تأييدهم لهذه الخطوة. وتؤكد أن إقدامها على طرح الاقتراح جاء كاستخلاص للعبر من السماح لحركة حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أسفر عن فوزها وتشكيلها الحكومة الفلسطينية. وبين المعايير التي تعرضها ليفني كمحددات للسماح بمشاركة أي حركة في الانتخابات ألاّ تكون منظمة مسلحة، ولا تتبنى برنامجاً سياسياً "عنصرياً". واضح تماماً أن نجاح إسرائيل في تمرير مشروع القرار يعني نزع الشرعية عن الحركات الإسلامية والوطنية التي تقاوم المحتل في فلسطين ولبنان والعراق وبقية مناطق العالم الإسلامي.

الذي يثير الاستفزاز والحنق معاً هو حقيقة أن الصهاينة يتعاملون مع الأنظمة العربية كما لو كانت مستعدة للوقوف إلى جانبهم في معركتهم ضد كل مصادر القوة والمنعة للأمة. وإن كانت خطة ليفني لا تكفي، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق الجنرال (موشيه بوغي يعلون) يدعو الدول العربية والإسلامية "المعتدلة" لتكون شريكة للغرب وإسرائيل في اعتماد إستراتيجية تهدف "للانتصار على حركات الإسلام الجهادي"، على حد تعبيره. ويقدم (يعلون) خطة متكاملة تهدف إلى تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع الدول العربية، تجمع بين الوسائل السياسية والاقتصادية والإعلامية والتربوية والعسكرية. وتنص خطة (يعلون) على وجوب عدم خضوع الغرب والدول العربية والإسلامية "المعتدلة" لمطالب الحركات الإسلامية وبأي حال من الأحوال، إلى جانب قيام هذه الدول بدور في الحرب التي يخوضها الغرب ضد كل الحركات الإسلامية، بحيث يتبنى قادة العالم الغربي وقادة الدول العربية مبدأ "الهجوم هو أفضل دفاع". وينصح (يعلون) قادة الغرب بإرساء دعائم نظام عالمي جديد يسمح بتوفير أفضل الظروف لمحاربة حركات الإسلام الجهادي والدول التي تساندها، عن طريق العزل والعقوبات الاقتصادية ضد "الدول المارقة" وأيضاً ضد التنظيمات الإسلامية الجهادية مثل حماس والإخوان المسلمين. وينصح (يعلون) بتوجيه المساعدات الاقتصادية الغربية للدول الإسلامية التي تكون حكوماتها مستعدة لتبني مبادئ الحضارة الغربية. الذي يثير حفيظة (يعلون) أن الحركات الإسلامية على الرغم من اختلاف مشاربها، فإنها تجمع على هدف واحد وهو: استعادة الإسلام لدوره كقوة مؤثرة في حركة التاريخ، وهو ما يعتبره خطراً على إسرائيل والغرب. واللافت حقاً أن (يعلون) يرى أن مساهمة الدول العربية في الحرب ضد الحركات الإسلامية أصبح أمراً ضرورياً وملحاً بعد أن خسرت أمريكا حربها في مواجهة الإسلام بعد أن تورطت في العراق، معتبراً أن الوجود الأمريكي في العراق قد أصبح مصدر قوة للحركات الإسلامية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير