تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة فى ترجمة سورة "مريم" إلى الفرنسية للدكتور سامى أبو ساحلية]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[16 Jan 2008, 06:37 ص]ـ

الدكتور سامي عوض الذيب أبو ساحليّة هو، كما جاء فى التعريف به فى أحد التعليقات فى منتدى "الترجمة الدينية" بموقع "واتا" (الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب)، مسيحيّ علماني سويسري من أصل فلسطينيّ يحمل درجة الدكتوراه في القانون، وله عدة كتب أبرزها: "ختان الذكور والإناث" صدرت عن دار الريس عام 2000م، وترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسيّة قيد الإصدار، وبحوث ومقالات متعددة منها بحث بالعربية عنوانه: "من نظام الذمة إلى نظام المساواة والدولة الواحدة"، وآخر باللغة الإنجليزيّة هو: " Muslims in the West, case of Switzerland". ومنذ فترة وجيزة أعلن الدكتور أبو ساحلية فى موقع "واتا" المذكور آنفا عن قرب صدور ترجمته الفرنسية للقرآن الكريم، وتفضل مشكورا، بناء على طلب بعض المعلقين وأنا منهم أن ينشر لنا عيّنة من ترجمته، فصوّر ترجمة سورتى "آل عمران" و"مريم"، على أساس أن يكون نشر هذين النصين مجالا لإبداء الرأى فى عمله ذاك الذى أثار على صفحات الموقع المشار إليه ضجة عنيفة وأخْذًا ورَدًّا بينه وبين عدد من الكتاب المشاركين فى منتدياته.

وهأنذا أشترك بكتابة ملاحظاتى التى عَنَّتْ لى اليوم أثناء قراءتى لترجمة السورة الكريمة راجيا أن تكون أخطائى فيها قليلة، مع مراعاة انشغالى الشديد فى غمرة بعض الأعمال الملحة التى تحايلتُ عليها واقتطفتُ من وقتها نهار اليوم وليله وخصصتهما للنظر فى ترجمة الدكتور، وكذلك قِصَر الفترة التى أنفقتها فى ذلك، وصعوبة الرَّقْم بالنسبة لى على الكاتوب الحِجْرِىّ الذى ألجأنى إليه عطلٌ أصاب كاتوبى العادىّ الذى ألفتُه وألفنى ولم تعد أصابعى تتشنج على أصابعه وأنا أكتب عليه ولا تخطئ يدى الحرف الذى أريد ضربه إلا فى حدود المعقول. وسوف أبدأ أولا بملاحظاتى على الترجمة ذاتها: لقد ترجم الدكتور الذيب مثلا كلمة "الموالى" إلى " alliés" بمعنى "الحلفاء/ الأصهار" مبتعدا عن المعنى الصحيح للكلمة، فيما ترجمها غيره، حسب كلامه، بما يعنى "الوَرَثة/ الأقارب": " les héritiers, les proches". أما جروسجان فقد ترجمها إلى " ceux qui me succéderont à ma mort: الذين يخلفوننى بعد موتى على حين أداها التونسى صلاح الدين كشريد هكذا: " les gens de ma famille après moi: أقاربى من بعدى".

ويزداد الأمر سوءا حين ترجم "وَلِيًّا" فى قوله سبحانه على لسان زكريا: "فهَبْ لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب…" بـ" un allié" أيضا، وهو ما يعنى أن ذلك النبى الكريم كان يدعو الله أن يقيّض له حليفا أو صهرا، على حين أن المقصود هو أن يرزقه ولدا، وإن كان قد استغرب البشرى التى أرسلها الله له بذلك، على عادة كثير من البشر فى مثل تلك الحالة، وكأنهم يستكثرون على أنفسهم تحقق أمانيهم بتلك السهولة بعدما كانت تبدو لهم صعبة، إن لم تكن مستحيلة. والدليل على صحة ما نقول ما جاء فى سورة "آل عمران" من قوله تعالى عن زكريا حين كان يدخل على مريم المحراب فيجد فى كل مرة عندها رزقا، فإذا سألها من أين لها هذا كان جوابها أنه من عند الله. فهنالك ابتهل عليه السلام لربه أن يهبه ذرية طيبة: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ". ثم إن الدكتور سامى ذاته قدقال ذلك فى ترجمته لتلك الآية من سورة "آل عمران"، فما المشكلة إذن؟ إن أقل ما يمكن قوله هنا هو أن عمله يفتقر أحيانا إلى التناسق، فهو يقول شيئا فى موضع، ويقول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير