[الجابري يجيب عن سؤال:]
ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[14 Apr 2008, 01:26 ص]ـ
كيف نفهم القرآن الحكيم؟ [
/ B] بعد كتابه التعريف بالقرآن الكريم (2006)، أو مسار الكون والتكوين للقرآن الكريم، صدر للدكتور محمد عابد الجابري كتاب فهم "القرآن الحكيم .. التفسير الواضح حسب ترتيب النزول". وهو تتمة لسابقه غير أنه يبحث في مسار التنزيل.
1 - [ B] محتويات الكتاب
يشتمل القسم الأول من هذا الكتاب على ثلاث مراحل، هي بمثابة فصول للكتاب، قدم لكل منها باستهلال خاص وختم باستطراد:
* المرحلة الأولى: النبوة والربوبية والألوهية
وجمع فيها السور ذات هذا الموضوع والتي يغلب فيها ذكر: الرب، الله، الرحمن، جل جلاله، مع مراعاة ترتيب نزولها، وهي: العلق، المدثر، المسد، التكوير، الأعلى، الليل، الفجر، الضحى، الشرح، العاديات، الكوثر، التكاثر، الماعون، الكافرون، الفيل، الفلق، الناس، الإخلاص، الفاتحة، الرحمن، النجم، عبس، الشمس، البروج، التين، قريش.
* المرحلة الثانية: البعث ومشاهد القيامة، أو المعاد
وفيها تطرق إلى سور: القارعة، الزلزلة، القيامة، الهمزة، المرسلات، ق، البلد، العلق –بقية، المدثر –بقية، القلم، الطارق، القمر.
* المرحلة الثالثة: إبطال الشرك وعبادة الأصنام
وفيها جمع سور: ص، الأعراف، الجن، يس، الفرقان، فاطر، مريم، طه، الواقعة، الشعراء، النمل، القصص، يونس، هود، يوسف.
والذي تجدر الإشارة إليه أنه في بعض الأحيان لا يأتي إلا بمقطع من السورة مراعاة لموضوع المرحلة.
2 - في المنهج
يمكن أن نوجز منهج الجابري في كتابه هذا في النقاط التالية:
1 - اعتمد د. الجابري في بيان هذه المراحل وتفسيرها على ترتيب النزول لا ترتيب المصحف، رغم الاختلاف الحاصل بشأنه، بل، أحيانا، يعيد ترتيبها ترتيبا يتناسب ومقتضيات بحثه.
2 - عند حديثه عن بيان وتفسير موضوع سورة من سور المرحلة فإنه يعمد إلى:
- تقديم السورة.
- عرض نص السورة أو مقطع منها حسب موضوع المرحلة.
- تعليق حول المضمون.
وعند الاقتضاء يقسم مضمون السورة إلى وحدتين أو أكثر.
3 - عند عرض السورة، أو المقطع، يعرض بجانب مفرداتها وعباراتها معانيها بين قوسين ويضع رقم الآية على رأس آخر الكلمة بآخر الآية.
4 - في بعض الأحيان يجعل من نص الآية موضوعا بمقدمة وخاتمة كما هو الحال في سورة البلد مثلا.
3 - ومضات نقدية
بعد هذه الجولة السريعة أورد هذه الومضات النقدية:
1 - إن الدكتور الجابري في كتابه "التعريف بالقرآن"، إن كنت أحسنت فهمه، يرى أن قراءة القرآن الكريم وفهمه حسب ترتيب نزوله لا يأتي بكثير فائدة مستندا في ذلك إلى عدول ريجيس بلاشير عن ترتيب نزول القرآن في الطبعة الثانية، فما الدواعي إذن لسلوك هذا الطريق؟ وما هي الإضافة التي يمكن أن تضيفها إعادة ترتيب السور حسب نزولها؟ مع العلم أن أسباب وأوقات النزول متداخلة بين السور والآيات. فكم من سورة بها أوقات مختلفة لآياتها. وقد اجتهد المرحوم محمد عزة دروزة في تفسير القرآن الكريم بحسب تاريخ نزول سوره إلا أنه لم يأت بجديد يذكر؛ ذلك أن الوحدات التشريعية والنظمية هي في الأصل مجموعة من الآيات المترابطة الموفية بالمقصد. ومن جهة أخرى إن القرآن أنزله الله تعالى من أجل هداية البشر، ولا عبرة بأول وآخر ما نزل إلا من حيث الدلالة على سبل الاهتداء، كما في آيات تحريم الخمر التي تدرجت بالمؤمنين حتى الانتهاء التام.
2 - جعل الجابري نص الإمام الشاطبي الآتي هاديا له في قراءة القرآن الكريم: "المدني من السور ينبغي أن يكون منزلا في الفهم على المكي، وكذلك المكي بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنزيل، وإلا لم يصح".
وأقول: إن حصر الجابري منهجَه في هذا النص يعتبر في نظري تضييقا ونظرا إلى الموضوع من زاوية ضيقة؛ ذلك أن الشاطبي رحمه الله وضع هذه القاعدة في سياق الكلام على مجموعة من القواعد الهادية إلى فهم قويم للقرآن الكريم، والتي بحاجة اليوم إلى دراسة، ونحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد بها في فهم القرآن الحكيم فهما متجددا، من هذه القواعد: معرفة معهود العرب، معرفة أسباب النزول، بيان السنة للقرآن، معرفة حكايات القرآن، معرفة الظاهر والباطن، صحة المعنى شرط التأويل، التوسط والاعتدال في التفسير ...
¥