تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسات ألمانية حول القرآن]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Mar 2008, 01:57 م]ـ

كتب/ أندرو هيغنز

ترجمة / عبد الحق بوقلقول 11/ 3/1429

19/ 03/2008

في ليلة الرابع والعشرين من شهر أبريل1944، قامت القوات الجوية البريطانية بتفجير معهدٍ يسوعيّ قديم تابع لكلية العلوم البافارية، وهي بناية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، مما أدى إلى تحول المبنى إلى كومة من الحطام، وفُقدت جراء ذلك، كنوز كثيرة، من أهمها أرشيف صور فريد من المخطوطات القديمة للقرآن، رثاه كثيرًا، عالم مستعرب في الأكاديمية، هو أنطون سبيتالر.

هذا الأرشيف هو عبارة عن 450 لفة فيلم كان قد جرى جمعها قبل الحرب لأجل البدء في مغامرة جريئة: دراسة القرآن الذي يعتبره المسلمون كلام الله، لكن الحرب جعلت من هذا المشروع أمرًا مستحيلاً، كما كتب السيد سبيتالر في السبعينيات الماضية.

المفاجأة!

الواقع أن هذا الرجل كان يكذب، ولقد ظهر أن الأرشيف ما يزال موجودًا وكان هو شخصيًّا يخفيه طوال الوقت، حيث صار حاليًا في متناول العلماء؛ بمعنى أن مشروع البحث حول القرآن عاود الظهور بعد أكثر من ستين سنة من إخفائه.

على حسب السيدة أنجليكا نوويرث -التي تتلمذت على يد السيد سبيتالر، حيث كانت مقربة منه- فإن هذا الأخير: "ادعى اختفاء هذا الأرشيف؛ لأنه أراد التخلص منه"، ثم إن الأكاديميين الذين عملوا مع الرجل الذي يُعدّ واحدًا من أبرز الأسماء الثقافية في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب حتى وفاته في العام 2003، لم يستطيعوا إيجاد تفسير واضح لما أقدم عليه الرجل.

السيدة نوويرث، التي هي أستاذة التاريخ في جامعة برلين المفتوحة، هي من تشرف حاليًا على إعادة إحياء البحث الذي يُعتبر من أهم المشاريع الألمانية البحثية التي أوقفها الرايخ الثالث، حيث أن النازيين دفعوا بكل خبراء العربية القديمة من اليهود وغيرهم من الآريين في المجهود الحربي، مما أدى إلى تحول العلماء المتخصصين في الشرق الأوسط إلى ضباط مخابرات ومحققين ومترجمين، حتى أن السيد سبيتالر نفسه، خدم على ما يبدو مترجمًا في كتيبة المشاة العربية الألمانية رقم 845، وهي التي كانت تضمّ المتطوعين العرب في القضية النازية، طبقًا لسجلات فترة الحرب.

خلال القرن التاسع عشر، ابتدع الألمان ثقافة جديدة تُعنى بالنصوص القديمة، ولقد أدى هذا إلى ثورة في فهم الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى، إلى جانب غضب بعض المتدينين طبعًا، الذين استاءوا من التدقيق العلمي للنصوص، التي يرون أنها تضم حقائقَ مقدّسة.

تنقيب بالغ الحساسية!

تقول باتريشيا كرون -العالمة في معهد برينستون للدراسات المعمقة، التي هي أيضًا رائدة في مجال النظريات غير التقليدية حول السنوات الأولى للإسلام-: "إن هذا أمر بالغ الإثارة"، قبل أن تضيف أنها سمعت بموضوع الأرشيف لأول مرة خلال حضورها لملتقًى، نُظِّم في ألمانيا في الخريف الماضي، حيث إن "الكل كان يعتقد أن هذا الأرشيف قد دُمّر".

وينظر المسلمون إلى القرآن على اعتباره كلام الله، أُرسل إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرن السابع، وبالتالي فالمسلمون يعتقدون أن النص لم يتغير ولم يتم تحويره، أي أن القرآن "لا نقص فيه" وثابت في "لوح محفوظ"، خاصة وأنه يبدأ بهذا التحذير: «ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ».

في أغلب الأحايين، يركز الباحثون في القرآن على الأسئلة الغامضة من علم فقه اللغة وتحليل النصوص، حيث يميل الخبراء إلى الاقتراب من ذلك بحذر شديد، منتبهين في ذلك إلى الغضب الذي ظهر في السنوات الأخيرة عند المسلمين.

دراسة القرآن .. أم تحدٍ له!

مع ذلك، فإن السيدة نوويرث -الأستاذة حاليًا في برلين، والمسئولة عن أرشيف ميونيخ- ترفض هذه النظريات الأكثر (راديكالية) التي يطرحها زملاؤها الذين "يتعاملون بوحشية مع الثقافة الإسلامية"، كما تقول على عكسها هي التي ترى أن بحثها ليس تحديًا للإسلام، ولكنه يهدف إلى "إعطاء القرآن نفسَ القدر من التركيز الذي حظيت به التوراة"، قبل أن تستدرك أن هذا "هو منطقة محرمة أيضًا".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير