تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأساليب التبشيرية في العصر الحديث]

ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[20 Sep 2007, 06:45 ص]ـ

[الأساليب التبشيرية في العصر الحديث]

أهدافها إتجهاتها وعلاقتها بالسياسة والتعاون القائم بينهما

وأهدافه وأثر هذا التعاون على الدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية

للدكتور علي محمد جريشة

عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

تمهيد

1ـ التبشير الحديث .. صورة العصر للغزو الفكري ..

الذي صار بديلا عن الغزو العسكري، بعد أن فشل الأخير في تحقيق أهدافه خلال الحروب الصليبية.

2ـ بيد أن الغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري .. !

ـ فلئن كان الأخير يحتل منا الأرض والتراب ..

فإن الأول يحتل منا العقل والقلب والروح. وهي لعمري أعز على الله من الأرض والتراب.!

ـ كذلك فإن الأخير ينتبه له الغافلون والنوم ويستيقظون، أما الأول فيتدسس ويتدلس فما يحسه النوم والغافلون .. حتى يحتل منهم أعز ما خلق فيهم الله وأكرم!

ـ وأخيرا فإن المتعاونين مع الغزو العسكري .. يوصمون بالغدر والخيانة ويلفظهم بنو أوطانهم أما المتعاونون مع الغزو الفكري .. بل الفاعلون الأصليون فيه ـ فإنهم يوصفون بأوصاف أقلها .. الوطنية، والتقدمية والإصلاح وقد يرتفعون في أوطانهم إلى مقام الزعامة .. الفكرية .. أو السياسة وحقيقتهم .. أنهم .. أشد خيانة من الأولين!

3ـ والتبشير الحديث .. يرتبط بالعمل السياسي ارتباطا لا يقبل التجزئة فالأخير هو الذي يخطط له، ثم هو الذي يتولى الإشراف على تنفيذه، ويحميه بالقوة السياسية والقوة العسكرية إن لزم الأمر .. ثم هو في النهاية الذي يجني ثماره، ويستثمر قطافه .. بما يحقق الغاية المرجوة والهدف المنشود!

4ـ وأخيرا .. فلم يعد التبشير الحديث قاصرا على ما يصدره الغرب .. لقد أتقن الشرق كذلك الصناعة وصدر كذلك البضاعة .. واختلف مع الغرب أو اتفق. لكنه شاركه الوسيلة والهدف .. وإن غايره في شيء من التخطيط!

5ـ وهذا البحث جديد بإذن الله .. فيما يحاول أن يكشف من وسائل التبشير الحديثة، وما يكشف عن الغاية منها والباعث من ورائها .. ليعرف المسلمون كيف يحاربون، ومن أين يحاربون .. وليعرفوا بعد ذلك ..

إلى أين المفر .. وكيف يكون المستقر .. !

ليعرف المسلمون .. موقفهم دعوة، وأمة، ودولة .. مما يراد لهم، ومما يراد بهم ليحددوا لأنفسهم .. الطريق .. والهدف

والوسيلة والغاية

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

وفي فصل أول نتحدث بمشيئة الله عن:

التبشير في الغرب .. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.

وفي فصل ثان نتحدث بمشيئة الله عن:

التبشير في الشرق .. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.

وفي فصل ثالث نتحدث عن:

موقف الإسلام .. دعوة وأمة

والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

الفصل الأول

التبشير الحديث .. من الغرب

مقدمة:

6ـ لم يعد سرا .. أن التبشير بدأ حيث انتهت الحروب الصليبية [1] بديلا عنها .. فلقد أنفق الغرب من دمه وماله الكثير .. فما أورثه ذلك إلا صحوة المسلمين.

من هنا أدرك أن الضربة لا ينبغي أن توجه إلى الجسد .. بل ينبغي أن توجه إلى القلب .. إلى عقيدة المسلمين .. علهم يرتدوا عن دينهم .. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا .. }

7ـ بيد أن التبشير بدأ في البداية .. إخراجا للمسلمين من دينهم، وإدخالا لهم في دين آخر .. وقد فشلت تلك الوسيلة .. فقد كان عدد المرتدين من يعدون على الأصابع.

من هنا كان تفكيرهم .. في أسلوب آخر .. اكتفوا فيه بالشطر الأول دون الشطر الثاني .. اكتفوا فيه بإخراج المسلمين من دينهم .. دون إدخالهم في دين آخر .. وهو ما استجابوا فيه لنصيحة كبير من كبرائهم:

ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها ليس في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما.

وإنما مهمتكن أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها [2].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير