تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القرآن الكريم وسقوط نظرية دارون]

ـ[أشرف الملاحمي]ــــــــ[24 Jan 2010, 07:54 ص]ـ

في فتح علمي جديد وومضة إعجازية من ومضات القرآن المُتجددة والمُستمرة، وهي مناسبة للرد على من يكرر إسطوانة قديمة تقول بضرورة أن يكف المسلمون عن ترديد أن "هذا موجود عندنا في القرآن" أو أن "القرآن الكريم قد تحدث عن هذا الموضوع قبل ألف وأربعمة عام" وهكذا. والحقيقة أن تَجَدُد إعجاز القرآن الكريم يكمن غالباً في السبق القرآني في وصف الاكتشافات العلمية المتنوعة، والتي تؤيد ماجاء به كلام رب السماوات والأرض في زمن لم يكن يخطر على ذهن الإنسان شيء مما يتم إكتشافه الآن، وهذا لايعني طبعاً الركون إلى منهج إنتظار مايكتشفه الآخرون لنعلن أنه مذكور عندنا في القرآن الكريم بل يجب على الأمة إعتماد منهج علمي للبحث والدراسة يختص ببحث الحقائق القرآنية ومن أوجه مختلفة وزوايا متعددة للحقيقة القرآنية الواحدة.

وفي هذا الفتح الذي نتحدث عنه اليوم والذي له من الأبعاد ما يتجاوز مسألة الاكتشافات العلمية إلى حدود إعلامية بل وسياسية تتعلق بارضاء فئة من البشر من خلال الترويج لأكذوبة تتحدث عن أن أصل النشوء الإنساني، حيث يتحدث دارون ومن يؤيده عن أن أصل الإنسان "قرد" ولقد طبَّل وزمّرَ لهذه النظرية من راقت لهم وأطربتهم من الناس، حيث وجودوا فيها دفعاً كاذباً لحقية مسخ بعض أسلافهم إلى قردة وخنازير لفرط ما أرتكبوا من موبقات وفواحش مع اصرارهم عليها، وقد وصف لنا القرآن الكريم هذه الحقائق في غير آية من آياتهِ حيثُ قال تعالى {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} وهذا دليل واضح على أن الله تعالى قد مسخ بعض الناس إلى قردة وخنازير سواء على الحقيقة أو أنه جعل طباعهم طباع قردة وخنازيرعلى اختلافٍ بين أهل التفسير. وقال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} وقال تعالى {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} أي تكبروا وابوا أن يتركوا مانهوا عنه {قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} أي صاغرين أذلاء، بُعداء عن الناس. وهي طباع متأصلة في اليهود ومن يدين بأفكارهم، فهم يشعرون بالنقص والصَغار ويبدو ذلك في عدوانيتهم التي طالما حاولو أن يجعلوها تغطية موهومة من قِبَبِلِهم على ذلك النقص. وهذا مايعزز ربما

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

البقرة65

ينظر تفسير القرآن العظيم لأبن كثير أبي الفداء إسماعيل إبن كثير القرشي الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تـ 774هـ دار طيبة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية، ط2/ 1420هـ - 1999م ج1 ص291

المائدة60

الأعراف166

تفسير القاسمي، محمد جمال الدين1283 - 1332هـ، تفسير القاسمي، المُسمى، محاسن التأويل، وقف على طبعه وتصحيحه ورقمه وخرّج آياته وأحاديثه، وعلق عليه، محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، ط1/ 1376هـ - 1957م ج7 ص2889

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

رأي من قال مِن أهل التفسير بأن المسخ هو معنوي وقع في طباع هؤلاء. واليوم وبعد مرور أكثر من قرن على نظرية تشارلز داروين والتي حاولت أن ترسم خارطة النشوء الإنساني وتؤكد بأن أصل الإنسان هو "قرد" تطور حتى أصبح على هذه الشاكلة التي عليها الإنسان اليوم، ورغم تغاضي هذه النظرية عن الكثير من الحقائق والتساؤلات التي تنسفها من جذورها حتى قبل هذا الإكتشاف الأخير، ومنها .. لماذا إذاً لم تتطور بقية فصائل القردة وإقتصر التطور على "أسلاف" الإنسان؟ ولماذا لايعتبر القرد إنسان متأخر ونُصِرُ على افتراض أنه حيوان متطور؟ وفي علم الأجنة كما هو معلوم الكثير من التساؤلات الأخرى والتي تدور حول هذا الموضوع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير