تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تغيير المنكر بالقلب]

ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:11 م]ـ

[تغيير المنكر بالقلب]

أحبتي في الله ان العلوم الحديثة دائما تفاجئنا باكتشافات جديدة تذهلنا وتبهرنا ولكننا سرعان ما نجد هذا الاكتشاف قد ذكر في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. ومن هذه الاكتشافات ما سمّاه علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية بالرسائل الإيجابية وأثرها على الآخر ...... لنقرأ ونتأمل.

كثيرا ما حاول الملحدون بكل ما أوتوا من حنكة ودهاء أن يشككوا في أحاديث الرسول المصطفى فهاهم ينتقدون الحديث الشريف الذي تكلم عن تغيير المنكر بالقلب ...... !!

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.

كان نقدهم (لفكرة التغيير بالقلب) بأنه لا يقدم ولا يؤثر وأن هذا كلام بعيد عن العلم والمنطق! لنرى إخوتي في الله كيف نرد عليهم انتقادهم هذا وننصر نبينا الذي لا ينطق عن الهوى وإنما وحي يوحى.

أحبتي! البراءة من الفعل يعني: بعدم الرضا به؛ لهذا جاء في سنن أبي داود أنه عليه -الصلاة والسلام- قال: (إذا عملت الخطيئة كان من غاب عنها ورضيها كمن عملها، وكان من غاب عنها وكان ممن شهدها، فلم يفعلها كمن فعلها) وهذا يعني: أن الراضي بالشيء كفاعله؛ لأن المنكر لا يجوز أن يقر، يعني: أن يقره المرء، ولو من جهة الرضا.

ولكي تكون حجتنا قوية في الرد على المنتقدين سنتناول أحبتي في السطور القادمة حقائق علمية جديدة تؤكد وتثبت وتؤيد صدق ما جاء في السنة النبوية المطهرة من قدرة التأثير على الآخرين بواسطة القلب وهي:

أن الفكرة منشأها في القلب وأن القلب هو الذي يفكر ويعقل.

وأن الفكرة تنتقل من شخص لآخر وتؤثر به حسب قوتها.

وأن طريقة التغيير هذه أضعف من اليد واللسان.

وذلك وفق ما جاء في علوم الطب والعلوم الحديثة من برمجة لغوية حديثة وعلم فيزياء الأشياء والجزيئات وعلم الفيزياء النووية وغيرها.

أيها الأحبة! لنتأمل ونقرأ معا كيف أن البشرية تعود ببطيء وعن غير قصد إلى العقيدة السليمة ألا وهي:

الإسلام الذي أضحى الخط الوحيد في إنقاذ البشرية.

القلب يفكر ويعقل والفكرة منشأها القلب

سأستعرض لكم أحبتي في هذه الفقرات ملخص لما جاء في علم القلب وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:

1 - يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.

2 - يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].

واذا أخذنا مقطع في الخلايا العصبية للقلب، نجد أنها خلايا عددها أكثر من 40000 خلية، ويؤكد بعض الأطباء "الشجعان" أن هذه الخلايا مسؤولة عن التفكير وعن توجيه الدماغ ولها دور كبير في التحكم بكل الجسد! ومنهم البروفسور Gary Schwart الذي وثق عشرات الحالات التي تثبت أن للقلب دوراً كبيراً في التحكم بشخصية الإنسان وأفعاله وذكرياته، بل إن القلب هو الذي يحدد مستوى الإيمان أو الكفر لدى الإنسان!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير