تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النظرة العقلية في الاوهام البابوية]

ـ[صهيب بن هاديء]ــــــــ[14 Sep 2009, 06:38 م]ـ

بسم الله والحمد لله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك علي الحبيب المصطفي المشرف بالشفاعه المخصوص ببقاء شريعته الي قيام الساعة صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.

الرد على مقولة الخطية موجهة ضد الله

هذا ما أورده البابا شنودة في الكثير من كتبه، منها كتاب بدع حديثة في اللاهوت المقارن ((الطبعة الأولى ديسمبر 2006)) الناشرالكلية الإكليريكية بالعباسية_القاهرة صفحة 46

قال ((هذه القاعدة لازمة لعقيدة الفداء، لأنه مادامت الخطيئة موجهة ضد الله والله غير محدود تكون الخطية غير محدودة ولا تنقذ من هذه العقوبة إلا كفارة غير محدودة ومن هنا جاء التجسد والفداء))

قبل أن أبدأ في التعليق على تلك النظرية أشير إلى:_

أولا: ما قاله البابا شنودة بخصوص أنها لازمة لعقيدةالفداء يترتب عليه أنه بعد إبطال تلك النظرية وإثبات عدم صحتها لا مجال لذكر عقيدة الفداء وبالتالي لا صلب ولا اتحاد بين الناسوت واللاهوت ولاا لوهيه للمسيح عليه السلام كما يزعمون.

ثانيا: أن العقيدة تثبت بالنقل لا بالعقل لانها خبرعن الله ولا يصح لنا ان نثبت لله صفة الا ان اثبتها لذاته او اخبرنا نبي من انبياء الله بتلك الصفة لانا لكي نصف شئ اما ان نكون احطنا به علما او له نظائر يقاس عليها وهذان الامران منتفيان في حق الله عز وجل بنص كتبهم اما الاحاطة بالله فاذا كان الله لم يره احد قط - انجيل يوحنا الاصحاح الاولالعدد 18 ـ فكيف يحاط به علما اما النظائر فقد جاء النفي في اكثر من موضعفي كتابهم منها علي سبيل المثال ما ورد في اشعياء الاصحاح 40 العدد 25 (فبمن تشبهونني فاساويه يقول القدوس)

اذن لا سبيل الا النص لنثبت صفة لله لانه غيب ولايوجد له شبيه لنقيس عليه وكذلك كل غيب من احداث وعقائد وهذا ما يفتقر اليه النصاري فيدعون ويجعلون ادعائهم هو الحجة بعدها بلا بينة وكان يجب عليهم ان ياتونا بنص ونتاكد ان هذا النص قاله نبي من انبياء الله بهذه الخطة العبقرية وهذا الوصف العبقري للخطيئة بكونها ضد الله وانها لامحدودة ومادام لا يوجد أدلة نقلية على هذه المسالة من الكتاب المقدس فلسنا في حاجة لاثبات تحريفه وانه لا يعتمد عليه في الاعتقاد لان ما به اما كذب يقينا اومشكوك في صحته لذا سارد عليه ولكن بالدليل العقلي وليس بمنظوره الفلسفي الذي ليس له اي مستند من العقل او الشرع.

نقض النظرية:_

أولا: لا نفهم لماذا البابا وغيره من الآباء قال أن الخطيئة ضد الله، هل معنى ذلك أن ادم وجه اهانة الي الله_وهذا سؤال يوجه للمسيحي_ لا اظن احد يفهم هذا من الكتاب المقدس ولكن الصحيح ان نقول انها كانت امام الله وليست ضد الله لان ادم ما قصد بها اهانة الله هو كما قال اعطته المراة واكل والمرأة ما ارادت ايضا اهانة الله ولكنها ارادت الحياة علي ما جاء بكتابكم وما اظن البابا سيقول انها ما دامت امام الله تكون لا محدودة لانا كلنا امام الله وافعالنا امام الله ومحدودة.

ثانيا: قال البابا أن الخطيئة لا محدودة لأنها ضد اللا محدود، وبينا ان هذا غير صحيح لانها كانت أمام الله وليست ضد الله لكن لوسلمنا بانها ضد الله فكيف يقول ما دامت ضد الله والله لا محدود اذن هيلا محدودة بأي مقياس وباي عقل حكم بهذا؟ من قال أن الفعل يقاس بمن فعل في حقه الفعل.؟ ((القاعدة الصحيحة العقلية التي يقبلها أي منطق أن الفعل يقاس على فاعله)) آدم محدود تكون خطيئته محدودة)) (فمثلا لو لكمني طفل صغير وانا بطلٌٌٌ في كمال الاجسام لن اقول ان الضربة قوية لاني قوي ولكن ساقول الضربة ضعيفة لان من قام بها ضعيف ولا اظن ان لهذا معارض))

أي استطاعة الفعل تقاس علي قدرة الفاعل لا علي قدرة المفعول له فأدم لأن قدرته محدوده لا يستطيع أن يفعل الا المحدود وعلي خلاف هذا فلأن الله قدرته لا محدوده فيستطيع ان يفعل المحدود واللا محدود.

*ويضربون مثلا هنا ليشكلوا به علي هذا الامر البديهي وهو أن الفعل يقاس علي فاعله وليس المفعول له اليك هذا المثال وبيان انهذا المثال يؤكد تلك القاعدة ولا ينفيها:

يقولون أنه لا يستوي سب الملك مع سب شحاذ فهنا اختلف الفعل علي حسب المفعول له

ونرد عليهم قائلين:

ان هذه التفرقة هي للعقوبة المنتظرة من كلا الشخصين فسببت الشحاذ ولم أأبه به لأني أمنت جانبه أم الملك فتورعت عن سبه خوفا من عظم عقوبته فهنا قست العقوبة علي المعاقب وهذا هو الفارق الحقيقي بين سبي للشحاذ وسبي للملك لأن ان كان كلاهما غير مستحق للسباب فالفعل مذموم سواءكان الملك او الشحاذ المسبوب ولكن تفرقي بين سب الملك والشحاذ خشيت العقوبة التي ستقع علي من صاحب السلطان اذا الفعل هنا قيس علي فاعله وهو المعاقب لأن في هذا المثال الفارق في العقوبة وليس في السب فقست العقوبة علي قدرة كل من الملك والشحاذ.ولا اشكال عندنا في قضية تفاوت وصف الفعل بدرجات العظمه والقبح فيقال هذا عظيم وهذا اقل عظمه الخ لكن الاشكال ان مصطلح لا محدود له لوازم غير متوافره في البشر واي فعل يفعله البشر لا يخرج عن كونه محدوداً لان قدرة البشر محدوده وكذا جميع المخلوقات.

ثالثا:-لا نستطيع ان نقيس في ظل هذه القاعده لا الشر ولا الخير لأنهم في حق اللا محدود فالذنب الصغير ((كالنظر إلى النساء مثلا)) لا محدود لأنه في حق الله والذنب الكبير ((كإلقاء قنبلة على مدينه)) لا محدود لأنه في حق الله والخير الصغير ((كالكلمة الطيبة)) لا محدود لأنه فى حق الله والخير الكبير ((كالجهاد)) لا محدود لانه فى حق الله.

رابعاً: ولبيان فساد مقاله اكثر وأكثر، لو سلمنا بهذا وان خطية ادم لا محدودة لانها كانت امام الله واعتبارها البابا ضد الله اذن توبة ادم لا محدودة لانها موجهة لله وتكون كفارة للخطية اللا محدودة التي فعلها آدم وتنتهي المسالة طالما أن كل فعل في حق الله لا محدود. وهنا نسال المسيحي لما لم يفعل ادم فعل خير فى حق اللا محدود ويكون فعل خير لا محدود تغفر به الخطية اللا محدودة التي فعلها ادم عليه السلام؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير