تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الذي يثير المرارة في النفس أن جرأة ليفني و (يعلون) على طرح هاتين الخطتين ورهانهما على مشاركة الدول العربية والإسلامية في إنجاحهما يأتي من باب الاستخفاف بوعي قادة هذه الدول الديني والوطني والأخلاقي. فليفني و (يعلون) يدركان أن أحداً من المسؤولين العرب الذين يراهنان على دورهم في الحرب ضد الحركات الإسلامية بوصفها حركات "إرهابية" لن يقوم بتوبيخهما على هذا الاستخفاف. فهل يعقل أن يقبل القادة العرب وصف الحركات الإسلامية التي تمثل الجزء الأصيل من نسيج الأمة الاجتماعي والوطني والقومي بالحركات الإرهابية، دون أن يشيروا إلى أبحاث المؤرخ والباحث الإسرائيلي (إيلان بابه) التي تؤكد بالتوثيق التاريخي الدقيق أن الحركة الصهيونية اعتمدت "الإرهاب" الموجه ضد المدنيين الفلسطينيين كالوسيلة الأهم في دفعهم للفرار من منازلهم، مشيراً إلى أن إسرائيل واصلت العمليات الإرهابية بعد الإعلان عنها؟ كان بإمكان المسؤولين العرب أن يقرؤوا كتابات المفكرين والكتاب الإسرائيليين من أمثال (بي ميخائيل) و (جدعون ليفي)، وغيرهما الذين يؤكدون أن إسرائيل تكثف عملياتها الإرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين. وكيف يسمح المسؤولون العرب لليفني بإعطائهم محاضرات حول "عنصرية" الحركات الإسلامية، في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الكنيست الأسبق (أبراهام بورغ) أن جميع الأحزاب الإسرائيلية هي أحزاب عنصرية، بل ويتقاطع بعضها مع الأيدلوجية النازية. ألا يعرف وزراء الخارجية العرب الذين يتنافسون على لقاء ليفني في السر والعلن أنها بنت إيتان ليفني الذي كان قائداً لشعبة العمليات في المنظمة الإرهابية الصهيونية (اتسل)، التي كان يقودها مناحيم بيغن، وتولت قبل العام 1948 تنفيذ عمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. وبسب ميله الفطري للقتل والإرهاب ضد المدنيين الفلسطينيين، فقد كان زملاؤه يطلقون عليه لقب (الشيطان يروحام)؛ فقد شارك في ارتكاب كل المجازر التي نفذتها (اتسل) ضد المواطنين الفلسطينيين قبل العام 1948، وكان (ايتان) له دور بارز بشكل خاص في مجزرة (دير ياسين). و ليفني نفسها كانت ضابطة في جهاز الموساد، وتولت المشاركة في تسهيل عمليات التصفية التي طالت العشرات من قادة حركات المقاومة الفلسطينية في الخارج.

أما (يعلون) فيكفي هنا الإشارة إلى ما قاله عندما تسرح من الخدمة العسكرية في نهاية العام 2005 عندما قال إنه لا يشعر بأي قدر من الندم على الآلاف من المدنيين العرب والفلسطينيين الذين قتلهم بيده أو أشرف على قتلهم خلال خدمته العسكرية.

إذن يا سادة، ليس المطلوب المساهمة في عولمة الحرب ضد الإسلام، بل أسلمة وتعريب الحرب ضد إسرائيل وكر الإرهاب ودفيئة المجرمين.

المصدر: الإسلام اليوم

نقلا عن

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39027&Page=5

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير