تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تقويضه لإعادة البناء. وأشير إلى أن هناك دراسة بعنوان ''الظاهرة القرآنية عند محمد أركون'' ستصدر لي قريبا بالمغرب إن شاء الله.

* كذلك ينصبّ اهتمام المفكر محمد عابد الجابري على مشروعه في نقد العقل العربي، على دراسة القرآن .. وفي الموضوع نفسه عُرف نصر حامد أبو زيد بهذا الاختصاص. فما هي نظرتكم لعملهما في هذا المجال؟

- محمد عابد الجابري يمكن وصف منهجه بالفيلولوجي، لأن حسب آخر ما صدر له ''التعريف بالقرآن الكريم'' اكتفى بإيراد الروايات والنصوص وقابل بعضها ببعض في حدود من الأدب مع كتاب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعليه، أرى أن الكتاب يمكن أن يكون مفيدا لمن يريد التدقيق في نصوص علوم القرآن حيث يقدم مادة ضخمة للمهتمين، وإن كنت لا أتفق مع الجابري فيما توصل إليه من نتائج.

وبخصوص نصر حامد أبو زيد، فإنه يعمل على واجهتين:

الأولى: دراسة علوم القرآن، من أجل تأكيد تأثر النص القرآني بواقع نزوله، وذلك من خلال دراسة مباحث المكي والمدني وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك.

والثانية: تأويل آيات من النص القرآني من خلال تطبيق درسي السيميوطيقا والهيرمينوطيقا. وتعتبر هيرمينوطيقا هانس جورج غادمير (2002) مستندة في التأويل. هذه الهيرمينوطيقا التي تنتمي إلى المنهج الفينومينولوجي تذهب إلى أن التوتر القائم بين الحاضر والماضي عمل محوري في الفهم والتأويل. وملخص هذه الهيرمينوطيقا، التي تسمى أيضا بهيرمينوطيقا الوقائع، أن التأويل أو الفهم هو التحام أفق القارئ مع أفق النص، وكل فهم هو فهم تاريخي يتغير بتغير أفق القارئ وخبرته وواقعه.

إن عمل نصر حامد أبو زيد غايته إثبات تأثر القرآن بواقع نزوله ومن ثم تأكيد تاريخيته.

* وما هو المنهج الذي ترونه في إطار التعاطي مع مجمل القراءات المعاصرة أو الحداثية للقرآن؟

- في الخلاصة يمكن القول في ذلك، إن هناك حاجة ماسة إلى

• عدم سلوك منهج التكفير تجاه أصحاب هذه القراءات، فالنوايا يعلمها الله، وإنما يجب مواجهة الفكرة بالفكرة.

• ولابد من مراجعة نقدية لتراث علوم القرآن وتنقيته مما لا يتفق وقدسية النص القرآني.

• وسبر أغوار النظريات المعاصرة في الفهم والتفسير،

• وبحث اللسانيات والعلوم الاجتماعية الحديثة،

• ومراجعة القواعد التفسيرية في تراث علم التفسير.

وكل هذا من أجل الوصول إلى فهم معاصر للنص القرآني ينضبط بضوابط الشرع واللغة والعقل والواقع.

للاطلاع على باقي مضامين الحوار: www.alwaqt.com

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[06 Jan 2008, 12:20 ص]ـ

وفقكم الله وأيدكم ...

هناك نقد لأركون ما رأيكم فيه وهو أن أسماء المنهجيات المتعددة التي ترد في كتاباته كل واحد منها يحتاج إلى متخصص يقضي فيها شطراً من عمره حتى يتمكن من استخدامها وتوظيفها ولكنها ترد عند محمد أركون بالجملة وبشكل متلاحق وكأن الرجل تخصص بكل هذه المنهجيات؟!

أمر آخر سيدي الفاضل: وهو كأن المنهجيات في الغالب ليست هي التي توجه الباحث وإنما الباحث هو الذي يوجه منهجياته، فالتكوين الفكري والفلسفي للباحث هو الذي يسير منهجياته غالباً ولذلك نجد أن الخلفية الإيمانية تُسيِّر الباحث باتجاه أسلمة منهجياته وضبطها بينما الخلفية التشكيكية تُسيِّر منهجيات الباحث نحو الهدم والتهشيم دائماً ...

كأن المسألة في النهاية ليست مسألة منهجيات ولا " حاجة " وإنما: موقف.

والله أعلم.

ـ[ابو زيد]ــــــــ[18 Jan 2009, 01:14 ص]ـ

شكرا للأخ أحمد بوعود ود. الطعان ...

هنا نقاط أدلي بها أظن أنها عقبات تواجه من أراد ولوج هذه المضايق الفكرية:

أولها: تمثل التراث بكل حيثياته و هذا التمثل يحتاج لتفصيل آخر.

ثانيها: اللغة التي نشأت فيها المنهجيات المشار إليها إحدى العقبات التي تواجه ناقدي الفكر المعاصر.

فإتقان اللغة المنشيئة لهذه المنهجيات يشكل سندا فكريا مهما لمن أراد الإشتغال على مثل هذه المنهجيات فإدراكها في سياقها اللغوي و الثقافي يتيح للباحث مقدرة نقدية عالية و تصورا سليما لهذه المفاهيم ومدى صلاحيتها للتعاطي مع النص القرآني.

ثالثها: حتى ما تم ترجمته من مدونات هذه المنهجيات لم يدرس حق الدراسة و لم يقيم تقيما دقيقا و مدى صلاحية نقلها من سياقها الثقافي إلى سياق ثقافي آخر.

رابعها: الضعف المستشري في كل الكتابات الناقدة لهؤلاء الكتاب فهؤلاء أنفقوا عمرا طويلا في التعامل مع المنهجيات و الآليات الغربية بنفس لغاتها و بعد ذلك ينفقون عمرا جديدا مع التراث للتوظبف و التطبيق لهذه المنهجيات ومن ذلك إخضاع النص القرآني لهذه المنهجيات.

خامسها: عدم وجود استراتجية و خطة متقنة لمواجهة مثل هذه الدراسات.

و بعد:

فكل ما يدور في هذا الملتقى المبارك من نقد لهذه الاطروحات يمثل ردة فعل تنسى بعد لحظة صدورها و تبقى هذه المشارع الكبرى منهلا لكل المعجبين و الناقمين على حد سواء مما يبرهن على صحة وجود هذه العقابات و غيرها عقبات أخر.

و هنا أتسأل:

لماذا هذا الضعف في التأصيل؟

لماذا هذا الضعف في التصور لما يقوله الآخر؟

لماذا فعلنا ردة فعل وليست فعلا يؤسس و يؤصل ثم يرد و يناقش؟

ما يكتيبه أركون و نصر حامد و طيب تزيني و الشرفي يقلقني كثيرا من كثرة المتهافتين علي مشاريعهم.

لماذا أصبحت الكتابات الإسلامية في الردود على هؤلاء مروجة لهم أكثر من نقد ينسنا ذكرهم؟

نحتاج إعادة نظر جادة في كيفية التعامل مع هؤلاء ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير