تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع سليمان كرة أخرى فى "نشيد الأنشاد" حيث نستمع إليه وهو يتغزل فى حبيبته: "1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، 9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ". أى أنهم حين يسيئون للأنبياء إنما يجرون على السُّنّة التى كان أسلافهم يجرون عليها. وغنى عن الذكر أننا نحن المسلمين لا نقول فى الأنبياء والرسل إلا خيرا، وإلا كفرنا.

حتى العذراء الطاهرة مريم لم تسلم من رجس الأوباش محرفى الكلم عن مواضعه. إنهم كالدبة الغبية التى قتلت صاحبها بغبائها لأنها دبة لا عقل لها ولا فهم ولا إحساس ولاضمير، بل دبة، مجرد دبة. وماذا يمكن أن ننتظر من دبة؟ قال الأوباش: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ كُسّها فَنَفَخْنَا فِيهِ (في كُسّها) مِنْ رُوحِنَا". أتدرى، أيها القارئ الكريم، ماذا تمثل مريم عندهم؟ إنها أم إلههم. ومع ذلك يتحدثون عن "كسها". نعم "كسها" دون تورية أو تلميح، بل بتلك اللفظة الفظة الفجة العارية، ظنا من الأوغاد أنهم يكيدون للمسلمين، غير دارين أنهم إنما يفضحون أنفسهم ويجدفون فى حق إلههم وأم إلههم. ألم أقل لكم إنهم أوباش؟

كما أنهم قد أَبَوْا إلا أن يسجلوا خزيهم بأيديهم فأضافوا إلى النص القرآنى العظيم فى صورة "الفاتحة" ما يفيد أنهم هم الضالون، وأن اليهود هم المغضوب عليهم رغم أن القرآن لم يحددهم ولا حدد اليهود، بل اكتفى بذكر ابتهال المسلمين إلى الله أن يهديهم وأن يسلك بهم سبيل الذين أنعم سبحانه وتعالى عليهم لا سبيل المغضوب عليهم ولا الضالين، فكتب المدلسون محرفو الكلم عن مواضعه إنهم هم اليهود والنصارى. لقد أََبَوْا إلا أن يسيروا سيرة أسلافهم المناكيد فى تحريف كلام الله، إذ الطبع غلاب، ومهما تكن عند خنزير من خليقة، وإنْ خالها تخفى على الناس فإن الله لا بد فاضحه فى العالمين ولو لاذ بجوف المحار فى أعمق أعماق البحار. قال الأوباش: "اهْدِنَا الطريق الْمُسْتَقِيمَ (6) طريق الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ كالمسلمين غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ من اليهود وَلا الضَّالِّينَ من المسيحين (7) ".

وكذلك الأمر فى الإنجيل، فهو، حسبما كتبوا، منزل من عند اللات: "الم (1) اللات لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ". والواقع أن ما كتبه الأوباش إنما يعبر رغم هذا عن واقع كتبهم، إذ التوراة والإنجيل الموجودان الآن ليسا هما التوراة والإنجيل اللذين أنزلهما الله على رسوليه الكريمين: موسى وعيسى عليهماالسلام، بل توراة وإنجيل كتبهما بشرٌ وجاء البهائم فزعموا أنهما من عند الله، على حين أنهما من وحى الشيطان، فحق عليهما القول بأنهما قد نزلا من لدن اللات كما قال الأوباش. خلاصة القول أن القرآن يتحدث عن التوراة والإنجيل غير المزيفين فيقول إنهما تنزيل من رب العالمين، أما الأوباش ذوو الأظلاف فلمعرفتهم أن أسلافهم قد عبثوا بهذين الكتابين قد أقروا هنا أنهما وحى من اللات. فهنيئا لكم يا أوباش!

* * *

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير