تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأوباش، إذ ينتقدون الإسلام فى هذه النقطة، يحاجوننا بالمشهور عن تسامح المسيح وقوله: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ... أى أن المسيح جاء بالتسامح، أما محمد فجاء بالسيف: هكذا يصورون المسألة. إلا أنه تصوير زائف، فقد قال المسيح هذا الكلام المنمق الجميل أثناء فترة دعوته، التى لم تتعدّ الثلاثة الأعوام، ولا ندرى ماذا كان يكون كلامه لو استمرت دعوته أطول من ذلك، وإن كانت الإرهاصات تقول بلسان واضح مبين إنه كان قمينا أن يغير موقفه لو استمر العناد وقلة الأدب والاضطهاد والتآمر من اليهود، إذ أُثِر عنه قوله أيضا إنه ما جاء ليُلْقِىَ سلاما بل سيفا، فضلا عن إثارة أفراد البيت الواحد بعضهم على بعض. كما أنه، رغم الكلام المنمق الجميل المنسوب إليه صلى الله عليه وسلم، كان ينزل كالصواعق على رؤوس اليهود لاعنا إياهم واصفا لهم بأنهم أولادُ أفاعٍ منافقون قتالون للأنبياء راجمون للمرسلين، مبشرا إياهم بالخراب والدمار والعبودية. ليس ذلك فقط، بل إنه قد وصف غير الإسرائيليين بأنهم كلاب لا ينبغى أن يؤخذ الخبز من أمام الأبناء ويطرح لهم. ومرة أخرى ليس ذلك فقط، فمعروف أنه لم يكن يُعْفِى حوارييه من التقريع القارص الذى يصل إلى حد اتهامهم بالنفاق وقلة الإيمان، كما وصف كبيرَهم بطرس بأنه شيطان يعوق عمل الخير. فإذا كان كل هذا وغيره قد وقع منه طوال الثلاث السنوات التى قضاها يدعو قومه إلى الدين الذى أتاهم به، فما الذى يمكن أن نتوقعه منه لو كان كُتِب له أن تمتد دعوته ولا تُغْتَضَر فى طفولتها الباكرة على النحو الذى نعرف؟

لقد نهى عليه السلام عن شتم الآخرين ولو بكلمة "يا أحمق" وذكر أن عقابها عند الله كبير، ومع ذلك فما أكثر المرات التى كال فيها، كما قلنا، السباب لليهود من فريسيين وصدوقيين وكهنة، وكذلك لتلاميذه الحواريين، وأَسْمَعَ المدنَ التى لم تُصِخْ له قارص القول: "38وقالَ لَه بعضُ مُعلَّمي الشَّريعَةِ والفَرّيسيّينَ: "يا مُعلَّمُ، نُريدُ أنْ نرى مِنكَ آيَة. 39فأجابَهُم: "جِيلٌ شرّيرٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيةً"، "وقََبْلَ الفَجرِ جاءَ يَسوعُ إلى تلاميذِهِ ماشيًا على البَحرِ. 26فلمّا رآهُ التَّلاميذُ ماشيًا على البَحرِ اَرتَعبوا وقالوا: "هذا شَبَحٌ! " وصَرَخوا مِنْ شِدَّةِ الخَوفِ. 27فقالَ لهُم يَسوعُ في الحالِ: "تَشجَّعوا. أنا هوَ، لا تخافوا! " 28فقالَ لَه بُطرُسُ: "إنْ كُنتَ أنتَ هوَ يا سيَّدُ، فَمُرْني أنْ أجيءَ إلَيكَ على الماءِ". 29فأجابَهُ يَسوعُ: "تعالَ". فنَزَلَ بُطرُسُ مِنَ القارِبِ ومشَى على الماءِ نحوَ يَسوعَ. 30ولكنَّهُ خافَ عِندَما رأى الرَّيحَ شديدةً فأخَذَ يَغرَقُ، فَصرَخ: "نَجَّني يا سيَّدُ! " 31فمَدَّ يَسوعُ يدَهُ في الحالِ وأمسكَهُ وقالَ لَه: "يا قليلَ الإيمانِ، لِماذا شكَكْتَ؟ "، "5ولمّا عبَرَ التَّلاميذُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ، نَسوا أنْ يَتزَوَّدوا خُبزًا، 6فقالَ لهُم يَسوعُ: "اَنتبِهوا، إيّاكُم وخَميرَ الفَرَّيسيّينَ والصَدٌّوقيّينَ". 7فقالوا في أنفُسِهِم: "يقولُ هذا لأنَّنا ما تَزوَّدنا خُبزًا".8فعَرَفَ يَسوعُ وقالَ لهُم: "يا قليلي الإيمانِ، كيفَ تَقولونَ في أنفُسِكُم: لا خُبزَ مَعنا؟ 9أما فهِمتُم بَعدُ؟ "، "سألُوهُ (أى الحواريون): "لِماذا عَجِزْنا نَحنُ عَنْ أنْ نَطرُدَهُ؟ " 20فأجابَهُم: "لِقِلَّةِ إيمانِكُم! الحقَّ أقولُ لكُم: لو كانَ لكُم إيمانٌ بِمقدارِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ لَقُلتُم لِهذا الجبَلِ: اَنتَقِلْ مِنْ هُنا إلى هُناكَ فَينتَقِلُ، ولَمَا عَجِزتُم عَنْ شَيءٍ"، "21مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ» "، "14وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير