تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقول أملي أن أكف يوما عن الخطأ وأن أدخل المسجد فمن هو في المسجد ومن هو على عتبة المسجد أمّتي.

هذه المدرسة التي تنتقدها لها مشروع للحداثة يعتبر أنّ المرور إليها يتم عبر نقد النص؟

محمد الطالبي: ولكن كنصّ بشري وكنصّ من كتاب "فولتير" أو من كتاب "ديدرو" هو مدخل للحداثة طبعا نص بشري والقرآن لا يقول إنّ هذا نص بشري.

تحتج هذه المدرسة بكون هذا النص جاء بلغة البشر…

محمد الطالبي: هل هو من الله أم هو ليس من الله؟

ثم فرق، هناك من يقول هو ليس من الله وغيرهم يتردد بين القول إنّ المعنى من عند الله واللفظ من عند جبريل أوالقول إنّ المصحف الذي بين أيدينا ليس هو القرآن بالضرورة؟

محمد الطالبي: هذا الكتاب لا ريب فيه. هو يرتاب في الكتاب ومن له ريب في الكتاب لا يدخل في الإسلام من يرتاب في الكتاب ويجعل الإنسان يرتاب في الكتاب ليس من المسلمين "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه" "نحن نزلنا الذكر ونحن له حافظون" ... واضح.

هل هناك خطورة لهذه المدرسة على حياة الناس العامة؟

محمد الطالبي: هذا لا يهمّني هذه المدرسة ليست لها خطورة وليس لها منفعة فهي مدرسة ككل المدارس. الشيء الذي يهمّني هو البعد الماورائي للإسلام لا مجرد الحياة اليومية لأن الإسلام ليس منفعة أرضية فقط بل هو أساسا الصراط المستقيم نحو الله ونحو الآخرة. فالذي لا يعتقد أنّ غاية القرآن هي الآخرة- وفي كتاب عبد المجيد الشرفي لا توجد ولو كلمة واحدة عن الآخرة- فكل من لا يعتقد بأنّ كلام الله طريق إلى الله وإلى الحياة الأبدية في الآخرة فهو أرضيّ فقط، والنظريات الأرضية لسعادة الإنسان لا حدّ لها. فليس لغير المسلم أن يتدخل في شؤون المسلم وأن يقول له يجب أن تفعل كذا كي تدخل الحداثة فما عليه إلاّ أن يقول ذلك إلى من ينصت إليه و ينتمي إلى مدرسته. وأنا لا أخاطب من هم خارج المسجد لا أخاطب إلاّ من هم داخل المسجد أو على عتبة المسجد.

هل يفهم من كلامك أنّه خطاب وعظي؟

محمد الطالبي: لست بواعظ أنا لا أعظ أحدا، أنا أشهد، لأنّ الله يقول لي "إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون" ويقول لي "إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتقون" ويقول لي "وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا". أؤدّي الشهادة فقط. أشهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله. فكل من شكّك في أنّ محمدا رسول الله واعتبره وليا مصلحا أو غير مصلح أو تخمرت تحت جلدة دماغه خميرة مختلطة من أي شيء وقام يوما صالحا من الصالحين كسيدي "عمر الفياش" وخرج إلى الشارع يرقص ويقول "والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها" فنظروا إليه فقالوا هذا مجنون أو غير مجنون كلامه لم يبلغنا، وأنّ ما بلغنا كلام أُلّف في القرن الثاني للهجرة. أنا لا أمانع في ذلك ولكن ليس هذا من الإسلام.

هل الأطروحة التي تسميها إنسلاخسلامية جديدة في التاريخ الإسلامي؟

محمد الطالبي: لا، لأنّها توجد في القرآن "مثله كمثل الذي آتيناه آياتنا فأتبعه الشيطان فأصبح من الضالّين". وفي زمن الرسول الذين انسلخوا عن الإسلام عديدون هذا أمر بشري لا ينضبط بزمان متصل بالصفة الإنسانية فالإنسان صاحب أحوال.

تعتقد هذه المدرسة أنّ النظرة الإيمانية تعوق آليات التفكير والبحث الحرّ؟

محمد الطالبي: أرحب بذلك وأقول أنتم أحرار، حريتكم حريتي. لو منعتم من أن تعبّروا عن رأيكم لكنت معكم

لكن هل أنّ نزع القداسة عن القرآن هو المخوّل للتفكير الحرّ؟

محمد الطالبي: قداسة القرآن التزام منّي بعد تفكير حرّ كامل الحرية وطويل، ليس مضغوطا علي وتحت الجبر. وكل إنسان حر في أن يكون قدسيا أو أن يكون إلحاديا. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولست أنا الذي يقول هذا.

هل يوجد رابط بين الاعتقاد الديني لمجتمع ما أو أمّة وبين التخلف أو التقدم؟

محمد الطالبي: هذه خرافة ربط الإسلام بالانحطاط، اسأل مالك شبل وعبد الوهاب المدب وكذلك البابا بنوا السادس "لم يجلب محمد للعالم غير الأشياء السيئة وغير الإنسانية"، أن يقوموا بهذا الربط لا يهمّني لأنّها خرافة.

هل يمكن ربط تقدم الغرب بالمسيحية؟

محمد الطالبي: لقد أتى التقدم عبر الانسلاخ من المسيحية وليست الكنيسة هي التي خلقت التقدم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير