تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمسيح عليه السلام ليس إلهاً، ولا أقنوماً في شركة إلهية، لأن الله عز وجل واحد أحد، لا شريك له:} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا {([25]).

والمسيح عليه السلام ليس الله، بل رسول من أجلّ رسل الله عز وجل، يأمر بالتوحيد ويحض عليه، وينهى عن الشرك ويحذر منه} لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {([26])

وجاء في إنجيل يوحنا: " وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، وأن يسوع الذي أرسلته " ([27])

والمعجزات التي جاء بها المسيح عليه السلام هي من أدل الدلالات على نبوته ورسالته وقربه من الله عز وجل مثله مثل غيره من الأنبياء، وهو يؤكد في القرآن الكريم، بل وفي الأناجيل على أنه لا يفعل شيئاً من المعجزات إلا بإذن الله، انظر إلى عبارة القرآن وتأمل فيها ثم قارنها بما جاء في الأناجيل المعتمدة اليوم يقول الله عز وجل:} إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ {([28])

لا حظ كم يكرر القرآن الكريم كلمة بإذني حتى لا يضل الناس في فهم هذه المعجزات، فما هي إلا تأييد من الله عز وجل لنبيه المسيح عليه السلام، وتصديق له، والمسيح لا يملك من أمر نفسه شيئاً، اليس هو القائل: " أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " ([29]) ويعترف بأن إرادته تابعة لإرادة الله جل وعلا: " ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت " ([30]) ولما رأى الناس يعجبون بمعجزاته ويمجدونه قال لهم: " كل شيء قد دُفع إلي من أبي " ([31]).

إن القرآن الكريم يستحق الشكر والامتنان من كل مسيحي يبحث عن الحقيقة، لأنه يجد فيه ضالته، ويخرج به من حيرته. ولذلك نجد كثيراً من العلماء المسيحيين الذين اهتدوا إلى الإسلام، بعد أن تطمئن قلوبهم إلى كتاب الله عز وجل، لا يعرفون الوسيلة التي يعبرون بها عن شكرهم لله عز وجل، ولا يجدون العبارات التي تعبر عن سرورهم وطمأنينتهم بالقرآن الكريم، فيتجهون مسرعين إلى التأليف والكتابة لإخوانهم من المسيحيين ناصحين لهم، ومشفقين عليهم، ومن هؤلاء: عبد الأحد داوود الذي كتب كتابه " محمد في الكتاب المقدس " والقس المصري إبراهيم خليل أحمد الذي كتب كتابه " محمد في التوراة والإنجيل " والرسام الفرنسي مسيو إتين دينيه - ناصر الدين - الذي كتب عدة كتب منها " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " و " ربيع القلوب " و " وأشعة خاصة بنور الإسلام " و " الحج إلى بيت الله الحرام "، ومحمد أسد صاحب كتاب " الطريق إلى مكة " ومراد هوفمان صاحب كتاب " الإسلام كبديل " و " الطريق إلى مكة " وغيرها ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير