تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أمير عبدالله]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:52 ص]ـ

تغيّبَ المحاوِر المسيحي وانْسَحب .. وأكمل عنهُ آخر ... وخِلالَ هذه الفتْرةِ وصلنا سؤالان:

السؤال الأول: سأل أخٌ مُسْلِم ...

هل أثبتنا قُرآنِيّةُ المُعوِّذتيْنِ من الحديث الصحيح .. الذي رواهُ أُبَيّ؟!!

المُعوِّذتيْن أخي الحبيب ... او أي قُرآن لا يثبُت عن طريق فرْد واحِد .. أي لم نقُل أنهُ قرآن لأنه ثبت عن أبي بن كعْب رضي الله عنهُ فقط ... وإلا لأنفرد كل شخص "بأظن وربما" , وبِما ظنّهُ في نفْسِهِ أنه قُرآناً , ولصار في القرآن ماليْس فيه ...

و إنما نقول هذا قُرآن أولا: بالإجْماعِ والتواتراً (1) ... وتثبُت المُعوِّذتيْن لإجماع جميع الصحابة عليْها , ... فلو خالف ابن مسعود -رضِيَ اللهُ عنهُ - فماذا يضير مخالفته مع إجماع الصحابة أو مع تواتُر قُرآنيّتِها؟!! ..

ثم لو تنزّلنا لهم ... وتركنا التواتُر والإجماع جانِباً ... فلو خالف أحد , أو شكّ في قُرآنِيّتِها .. فيكفي أنه قد صلّى بها الرسول صلى اللهُ عليْهِ وسلّم صلاة الفجْر , وهل يُصلّى بِما ليس قُرآناً؟!! ... وهذا كافٍ لإنهاءِ الجدلِ حوْلَ قُرآنِيّتِها.

ثمّ كيف يجرؤ أحد مِن المُسلِمين على نفي قُرآنيّتِهأ أصلاً ... وقد أجمع جميع الصحابة على نقْلِهِما للتابِعين قُرآناً , فهل تواطئوا على التأليف و الكذِب؟!! .. ثم يختِمُ هذا كُلُّه أن ابن مسعود نفسُه حفّظها وأقرأها لجميع من أخذوا عنه القرآن الكريم .... ونكتفي إلى هنا من التوضيح والتلميح حتى لا نحرق مفاجئات الحق المحفوظة حالياً لِحِوار الفاضِل المسحي "السهم".


(1) التواتُر: هو نقل الجماعة عن الجماعة بحيث يستحيل تواطُئهُم على الكذِب ... فلو نقل راو واحِد أثراً عن الرسول ولم ينقُلهُ عنه إلا واِحد وهكذا فهنا صِحّة السند تُفيد صِحّة الخبر, ولكِن الخبر الصحيح غير الخبر المُتيقّنُ بِصِحّتِه ... فقد نحتاج إلى اليقين مع الصِّحة ... ولِذا فيكون نقل الجماعة هو اليقين .. حيث يعني أنهم لما يتواطئوا على تأليفِه ونِسبتِهِ إلى الرسول , فيكون التواتُر أي ثبوته عن جماعة كثيرين هو اليقين بحقيقتِه , والقرآن الكريم هو الكِتاب الوحيد في الدُنيا المثبوت بِالتواتُر.

السؤال الثاني:
جائني هذا السؤال على الخاص من أحد الإخوة فيسأل:

الدكتور أمير عبد الله أنا قرأت موضوع مصحف ابن مسعود - ضي الله عنه - ولكن لسوء فهمي أرجو توضيح أمراً لي وهو ما هو الإختلاف بين مصحف عثمان ومصحف ابن مسعود. وشكراً

فكان الرد الذي أحببت أن أشارِككُم فيه للتوضيح , حتى لا يلتبِس الأمر على القارىء الكريم ....

فالفارق بين مُصحف ذي النوريْنِ عُثمان بن عفان .. ومُصحف ابن مسعود -رضي اللهُ عنهما - كبير:

1 - فمُصحف عُثمان يُراد به القرآن الكريم كامِلاً , أما مُصحف ابن مسعود فقد كتب فيه ما سمِعه فقط من الرسول مُباشرة وخشي ان ينساه ...

2 - مُصحف ابن مسعود حوى بِضع وسبعون سورة سمِعها مُباشرة من فمِ رسول الله في حين كان مُصحف عُثمان يحوي القرآن الكريم كامِلاً كما قرأهُ رسول الله وجمهور الصحابة.

3 - مُصحف عُثمان كُتِب بعد العَرضة الأخيرة على رسول الله وبعد انتهاء الوحي القرآني كامِلاً وبعد الإستِقرار على الناسِخ والمنسوخ , في حين مُصحف ابن مسعود كُتِب قبل العَرضة الأخيرة وكُتِب مُنذ القِدم في أوائل زمان نزول القرآن , مما جعله قد يفتقِر لآيات نزلت فيما بعد أو أن يكون شيء طبيعي وجود سُوَر لم تكتمِل بعد في مُصحفِه ..

4 - مُصحف عُثمان أجمع عليْه جميعُ الصحابة بلا خِلاف بينهُم , فقد كُتِب في وجودِهِم وبِشهادتِهِم , في حين كان ابن مسعود يكتُب مُصحفه بنفسه مما يسمعه من النبي مباشرة اما في خُطبِهِ او بعد الصلاة .. وبالتالي يكون عُرضة للخطأ بسبب عدم المراجعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير