الأول: التمسك بالقيم والمبادئ والثوابت والتصورات والأطر الإسلامية العامة.
الثاني: الانفتاح على الآخر للاستفادة بمنجزاته الحضارية التي لا تخالف تصوراتنا العقدية ولا تصطدم معها، وليس معنى ذلك النقل فقط عنه، ولكن تجاوز ذلك بالبناء عليه والإبداع الخلاق.
وهذا يتم -من وجهة نظري، وقد سبقني إلى ذلك أعلام كبار- من خلال ما اصطلح عليه "علم الاستغراب"؛ فهذا العلم "هو الوجه الآخر المقابل بل والنقيض من "الاستشراق"؛ فإذا كان الاستشراق هو رؤية الأنا (الشرق) من خلال الآخر (الغرب)، يهدف "علم الاستغراب" إذن إلى فك العقدة التاريخية المزدوجة بين الأنا والآخر، والجدل بين مركب النقص عند الأنا ومركب العظمة عند الآخر".
وقد "نشأ علم الاستغراب occidentalism في مواجهة التغريب westernization الذي امتد أثره ليس فقط إلى الحياة الثقافية وتصوراتنا للعالم، وهدد استقلالنا الحضاري".
وقد ظهرت إرهاصاتٌ لهذا العلم، ولكن "لم تقم حتى الآن حركة نقد له إلا في أقل الحدود بمنهج الخطابة أو الجدل، دون منهج النقد ومنطق البرهان".
فنحن في حاجة ماسة لتعميق هذا العلم، وإيجاد الكوادر العلمية المتخصصة فيه في كافة التخصصات، والتي تجعل من الآخر ذاتًا مدروسة بعد أن ظلت لفترة طويلة ذاتًا دارسة لنا، فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم، بحيث نجعل علومهم في ميزان النقد والتمحيص، ولا قدسية لفكرة بشرية.
وللقيام بذلك على الوجه الأكمل ندعو لتضافر الجهود؛ حيث تضيع الجهود ويتأخر الإثمار إذا كان القائمون على ذلك فرادى، فنحن نريد مؤسسات ترعاها الدول العربية والإسلامية، وكذلك المنظمات الكبرى كمنظمة المؤتمر الإسلامي، أو جامعة الدول العربية؛ فالعمل المؤسسي يكون أجدى وأفضل، وحتى يصب العلم وتوصياته مباشرة في دائرة صنع القرار، وبذلك يتضافر العلم مع السلطة من أجل إنهاض هذه الأمة من جديد، ودفعها لقيادة ركب الأمم.
ونؤكد على أن هذا لا يتم بين عشية وضحاها، ولكنه يحتاج إلى حسن تخطيط، وطول نفس فما انهار في قرون لا يُقام في عقود، ويحتاج كذلك إلى دراسة واعية من دارسين على أعلى المستويات من التحكم في الأدوات العلمية من معرفة بلغات الآخر، وطرق تفكيره، إلى جانب إخراج هذا العلم وهذه المعطيات من بين جدران الجامعات ودور البحث العلمي ومعاهده إلى الفضاء الثقافي العام حتى يعم نفعه الجميع.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[12 Apr 2009, 01:12 ص]ـ
الأخ الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري
لقد أصبتَ تصوُّر السؤال فأحسنت الجواب
وكنتُ توقعتُ عدة أمور مما يعنيه صاحب السؤال، فاخترتُ ما يناسب المفسرين من المعنى المتداول بينهم، وقلتُ: إن يكنه فالحمد لله إذ هداني لبعض البيان. وإلا فالحمد لله الذي جعل في هذه الأمة مَنْ يوجه إلى الصواب.
وبالله التوفيق.
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[12 Apr 2009, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ منصور لكن فعلا لم أقصد ماذكرت
إنما أقصد ماذكره الأخ عبد الرحمن الشهري
وإن كان بالإمكان أخ عبد الرحمن تزويدي ببيانات المقالات التي أوردتها لان الموضوع موضوعاً بحثياً
وإحالتي على مصادر وكتب أخرى تتكلم عن الإستغراب والإستشراق وإن كان بالإمكان وضعها هنا وأتمنى أن تكون من الكتب القديمة نسبياً والتي لاتحيل على كتب أخرى
وأردت السؤال عن كتاب مازن مطبقاتي (الإستشراق) هل يباع في الأسواق لاني لم أجده على الشبكة العنكبوتية
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم