تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لما أصبحت الولايات المتحدة بهذه المكانة،

وقال دوكنز السبب في كون الأوربيين الذين هاجروا إلى أمريكا متدينين خلافا للذين يعيشون في بلدانهم الأصل أن ألئك يعيشون في مجتمع متعدد وأنهم لذلك بحثوا عن انتمائهم في التراث الديني لأن الهوية الأمريكية تفتقد العمق الروحي رغم إحكامها في العقل والمدنية،.

لكننا نتساءل/

كيف يجيز القانون الأمريكي لمواطن أمريكي حتى مجرد التهديد بحرق كتاب مقدس لـ5% من مواطني الولايات المتحدة؟

والأمر الآخر أن عيسى المسيحصل1 برغم كونه آخر أنبياء بني إسرائيل وأنه وأمه آية للعالمين لكن رسالته التاريخية تقوم على (أحبوا أعداءكم) فمال هؤلاء المدعين الانتماء إليه يمارسون العهر الأخلاقي في استفزاز الناس بمقدساتها مضادين ومحادين ومشاقين لعيسى ورسالته؟

يصاب الإنسان الأمريكي هذه الأيام بمرض التعصب والانغلاق غير الطبيعي.

فهل يجوز في أي قانون أو فكر سوي أو دستور أن تساوي بين فئة منتمية إلى دين وبين الدين نفسه.

إن الأكثر انسجاما مع العقل والوعي والرقي الحضاري وتعاليم يسوع أن تبني الدولة الأمريكية نفسها مسجدا قريبا من حدث 11 سبتمبر لتنقل للعالم صورة أنها لا تحمّل الإسلام نفسه جريرة ما فعله من قام بعملية 11 سبتمبر، لكن يبدو أن سوء أخلاق الكاوبوي وزوايا نيويورك المظلمة قد تسرَّب إلى قيادات المجتمع الأمريكي السياسية والدينية على السواء.

إنها هدية لحاملي راية التيار الجهادي أن يساوى بينهم وبين الإسلام نفسه، وهذا أمر لم يكن أعداء أمريكا يطمحون إليه أصلا

صحَّت معه الحكمة القائلة الظالم يسير إلى حتفه بقدميه.

شخصيا ما كنت أتصور أن يحصل مثل هذا الأمر أبدا

فسواء أحرقوا المصحف أم لم يحرقوه فمجرد التهديد العلني والعزم على ذلك هو أعظم هدية قدمتها الولايات المتحدة لمحاربيها من المسلمين

يبدو أن التغير الثقافي والصدام الحضاري قد بدأ بزوغه على السطح سريعاً

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير