تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والثاني: أن يكون متعديًا بنفسه .. وهذا هو الفعل المتعدي .. والأكثر أن يتعدى إلى مفعول واحد، وقد يتعدى إلى مفعولين ..

والثالث: أن يكون متعديًا بنفسه تارة، وبحرف الجر تارة أخرى؛ كقولك: شكرك، وشكرت لك.

والرابع: أن يكون متعديًا إلى مفعول واحد بنفسه، وإلى مفعول آخر بحرف الجر؛ كقولك: اخترت من الرجال لؤيًّا .. وتقول ذلك؛ لأن (الرجال) مفعول به تعدى إليه الفعل. وهذا كقولك: أشرفت على الجبل، من النوع الأول؛ لأن الجبل- وهو اسم مجرور- هو في أصله مفعول به؛ ولكن لما كان الفعل معه قاصرًا توصل إليه بحرف الجر، فأصبح اسمًا مجرورًا.

والفعل (دخل) الذي يتعدى إلى الأماكن غير المختصة هو من النوع الأول .. والذي يتعدى إلى الأماكن المختصة هو من النوع الثالث الذي يكون فيه الفعل متعديًا إلى مفعول واحد.

ثامنًا- ألا ترى أن قولك هذا: ((والدخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان والزمان، وحقيقته كما يقول الطاهر بن عاشور: نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد)) هو دليل عليك، لا دليل لك، كما كان قولك الأول كذلك؟؟؟ وأعني به الذي نقلته عن العكبري.

لاحظ: (الدخول نقيض الخروج) .. تقول: دخلت في البيت .. وخرجت من البيت .. فهما نقيضان .. فكيف يجتمع نقيضان في فعل واحد: دخلت في البيت .. ودخلت من البيت؟؟؟ يا سبحان الله!!!

ثم لاحظ قول ابن عاشور: (وحقيقة الدخول: نفوذ الجسم في جسم أو مكان محوط كالبيت والمسجد). هذا هو معنى الدخول، فلماذا تخرجونه إلى معان ما أنزل الله بها من سلطان؟؟؟

تاسعًا- تقول: ((ذهب كثير من المفسرين والنحويين إلى القول بتناوب حروف الجر بعضها مكان بعض، وأن (في) بمعنى (مع) وفي هذا الصدد يقول الهروي:" وتكون أيضا بمعنى (مع) قال جل ثناؤه: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) ومعناه: مع عبادي، وقال: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) /9

لا أظن أنه يخفى عليك أن هذا مذهب الكوفيين، وأنه مذهب باطل، وأن مذهب البصريين على خلافه .. اقرأ ذلك على هذا الرابط، إن شئت:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4332&highlight=%C7%E1%CA%D6%E3%ED%E4

عاشرًا- أعيد وأقول: الأصل في الفعل (دخل) أن يتعدى ب (في)، وألحق به (إلى)، ولا يتعدى إلى المفعول بغيرهما، وأن ما يصاحبه من أحرف الجر يصاحب غيره من الأفعال لأغراض بلاغية يتطلبها السياق، ولكل منها معناه الذي يستقل به عن غيره من الحروف، ولا يجوز أن ينوب حرف مناب حرف آخر.

وأخيرًا- قلت: الأصل في الفعل (دخل) أن يتعدى بـ (في)، وألحق به (إلى) .. فهل تعلم لماذا جاز تعديته بـ (إلى)، دون غيره من الحروف؟! مع تمنياتي لك بالتوفيق

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 Apr 2006, 04:01 ص]ـ

أخي وأستاذي الفاضل أبا الهيثم ..

وسّع الله عليك العيش .. وشدّ بالعصمة والتوفيق أزرك ..

كن على بصيرة - أخي الكريم - أن ما جاء في كلامي لَهُوَ من المسائل التي عقدتُ عليها خِنصري منذ زمن .. وأعتذر إن كان التكرار في مشاركاتي قد سبّب لك الملل، ولكنّي أذكّرك بقول الأوائل: أبالي البلاءَ وإنّي امرؤٌ ***** إذا ما تَبيّنتُ لمْ أَرْتَبِ.

وإن كنتَ قد أحلتني في مداخلتك إلى دراسة تتناول موضوع التضمين، إلا أنك لو أمعنت النظر في ذلك الذي كتبتُه لتبيّن لك - حفظ الله روحَك - أنني أعتمد رأياً ثالثاً، لا هو كوفي يلجأ إلى التناوب، ولا هو بصري يلجأ إلى التضمين، وإنما هو قول يعتبر أن بعض الصيغ قد تلزم حروفاً بعينها ولا تتجاوزها إلى غيرها، ولكنه في الوقت نفسه لا يسمح بتعميم هذه القاعدة على جميع الصيغ، فلا يعتبر العلاقة بين صيغة معيّنة وحرف مخصوص علاقة تلازمية وإلزامية، لا يفارق أحدهما الآخر.

وهذا رأي له وجاهته، ويستمدّ برهانه وأدلّته من القرآن الكريم ولغة العرب شعراً ونثراً، ويتبنّاه اليوم كثير من علماء اللغة - منهم الدكتور يوسف الأنصاري (جامعة أم القرى)، والدكتور محمد الأمين الخضري (جامعة الإمارات العربية)، والدكتور الصادق خليفة راشد (جامعة قاريونس - بنغازي) وآخرون ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير