تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كل هذا يَدل على حرصه الشديد على إيصال الخير للناس، وما توفاه ربه سبحانه حتى أكمل به هذه الملة المعوجة، ففتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، كانت تدعو غير الله كانت تَعتقد الضَر والنفع في غير الله، ربما كان أحدهم يعبد حجراً وبلا شك ولقد كان في مكة أكثر من ثلاثمائة صنم ? وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ?، وجاء الحق بتحطيم ذلك الباطل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء رسول الله باخراج الناس من ظلمات الأهواء إلى نور الحق والسنة إلى نور الحق والهداية ? اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ? فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية، وقال بعض يهود: لو علينا نزلت لتخذنا ذلك اليوم عيداً، لأن عندهم الأعياد من تلقاء أنفسهم من غير توقيف عن دليل، وهي نزلت في يوم عرفة ولم يَلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نحو ثمانين يوماً حتى قَبضه الله ? ما فرضنا في الكتاب من شيء ? مما يحتاج إليه الناس في دينهم، لم يكن ليترك رب العالمين الناس إلى عقول العقلانيين، ولا إلى هلوسة المهلوسين، ولا إلى استحسان المستحسنين، فأكمل الله سبحانه وتعالى دينه، وفي < الصحيحين > من حديث سهل بن سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال لعلي بن أبي طالب: (ادعهم إلى ما نحن عليه، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى ما أوحى الله إليه من السنة، ? والنجم إذا هوى * مضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى * ?

? وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ?.

? ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون ?، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام نصحه وغاية محبته للمسلمين ولأهل الإسلام، حذر من جميع البدع صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها لما فيها من الأضرار على الناس في دينهم في معتقداتهم في عباداتهم في جميع أحوالهم، فقال عليه الصلاة والسلام في خُطَبه وكان يكرر ذلك: (ألا وإن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار) وهو القائل عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، فأبان صلوات الله وسلامه عليه أن من جاء في باختراع في الدين ليس له مثالٌ سابق من الشرع فهو وبال على صاحبه مردودٌ عليه، وروى الترمذي وغير من أهل السنن والمعاجم والمسانيد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقالوا يا رسول الله: كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن محدثة بدعة) سمعاً وطاعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ألا وإن من أعظم البدع، وأقبح البدع، وأرذل البدع في هذه الأيام، وفي هذه العصور الجديدة، لما أحدثه بعض الناس مما يدعونه علماً، ويسمونه بالأعجاز العلمي، يضخمونه في أعين الناس، يعضمونه في صدور الناس، والواقع أنه جهلٌ محظ، والواقع أنه تجهيل للمسلمين، والواقع أنه مزاحمة لكتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، يأتون بأفكار الكفار وأفكار أولئك الحيارى من اليهود والنصارى يصححون بها ويصدقون بها كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، فترى أحدهم يقول: وهذا الفعل مصداق قوله تعالى كذا، يأتي باكتشافاتٍ من اكتشافات الكفار ثم يزعم أنه يُصدق القرآن، ويدل على صدق القرآن، وأولئك حيارى وأولئك يَتَلمسون لهم ما يجعلهم في أي جانبٍ من الجوانب، وهؤلاء على شريعة من الأمر أعرضوا عنها ? ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ? نعم والله، يقول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير