الرسول صلى الله عليه وسلم: (قبل الساعة، يظهر الجهل، وتكثر الفتن، ويفشو الزنا، ويقل الرجال، وتكثر النساء) والحديث من حديث أنس وأبي موسى وآخرين في < الصحيحين > وغيرهما وشاهدنا من هذا أنه يكثر الجهل باسم الجهل والتعالم، وما ارتكبت الشركيات إلا بالجهل بالله، وما ارتكبت الفواحش إلا بالجهل بالله سبحانه وبشرعه ودينه، يقول الله سبحانه وتعالى في قوم موسى لما كانوا يطلبون منه أن يجعل لهم إلهاً من غير الله: ? أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ? وحصلت هذه الحادثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانوا ذاهبين إلى حنين، قالوا يا رسول الله: أجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط؟ شجرة نعلق فيها سيوفنا للبركة، قال: (الله أكبر إنها السَنَن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ? أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ? فأبان موسى عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا الشرك بالله وهكذا النبي أبان عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا تلك البركة التي لا دليل عليها بسبب الجهل بالله سبحانه وبدينه وبكتابه وبشرعه، وهكذا قوم لوط يسألون الفاحشة فيقول عليه الصلاة والسلام: ? إني أراكم قوماً تجهلون ? وهكذا عاد ? وأذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيم * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون ?، ولو استعرضت القرآن والسنة لرأيت فيهما من هذه الأدلة الكثيرة ما يُبين أن جرائم الدنيا تقترف بسبب الجهل والهوى ونعوذ بالله من ذلك، حتى إن موسى عليه السلام يَستعيذُ من الجهل فيقول: ? أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ?.
ويوسف يقول: ? وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ? فيبين أن الزنا يحصل بسبب الجهل بالله وبشرعه وبعظمته سبحانه وتعالى.
وهؤلاء القوم في هذه الأزمنة يكونون مساعدين للشيطان على تجهيل المسلمين، وإيقاع المسلمين في الجهل حتى يسيطر عليهم الضلال والباطل الذي أفاد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في < الصحيحين > من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حتى إذا لم يبقي عالماً، أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)، فإذا جنح الناس، وهرع الكثير منهم، وأنتشر الباطل، واستولت البدع، واضمحلت السنن، وسيطر الهوى، رأيت ذلك الصنف يُبجح ما هو عليه، ويذم ما كان عليه الآخرون، ولو كان كتاباً وسنة.
إن ما يتعلق بهذه البدعة أضرارها كثيرة وشرورها مستطيرة على المجتمعات الإسلامية نعم والله، فإنها تقليدٌ للكافرين ليس لهم أصلٌ من المرسلين عليه الصلاة والسلام، ولا من سلفنا الصالح، فقد نزه الله السلف الصالح أن يكون منهم من يدعو إلى أفكار الكفار يُسميها أعجازاً عليماً ونعوذ بالله.
وهكذا تقرأ في القرآن والسنة ترى التحذيرات الكثيرة، والزواجر الشديدة من تقليد الكافرين في أقوالهم وأفعالهم، وهؤلاء لما لم يقبل منهم الناس دعوتهم إلى التوحد ودعوتهم إلى الاتفاق ودعوتهم إلى التقارب مع اليهود والنصارى، عمدوا وهرعوا وانطلقوا ساعين إلى تبريرات أفكارهم، وتعظيمات أقوالهم في صدور جهال المسلمين، فيقولون هذه الآية يصدقها قول فلان الكافر، وهذا الحديث يدل هذا على أنه إعجازٌ علمي أعني أن قول الكافر يصدق كلام رب العالمين، نعوذ بالله من أن يعتقد أناس هذا المعتقد الوخيم ? ومن أصدق من الله حديثاً ? ? ومن أصدق من الله قيلاً ? ? فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ?، إن الكفار عليهم لعائن الله قد ذمهم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام ? لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ?،
? لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفورٌ رحيم ?.
? لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ?، فهم في غاية من التردد والارتباك والشك ولا ريب والحيرة، حتى إنهم يعتقدون أن عيسى هو الله، ويعتقدون أنه ابن الله، ويعتقدون أنه ثلاث ثلاثة، ? وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ? هكذا يخبر الله سبحانه أنهم في غاية من الضلال ? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ?.
? يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يَقولون نخشى أن تُصيبنا دائرة ? إنهم أناسٌ مخادعون لله يجب بيان سبيلهم كما أمر ربنا سبحانه ? وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ?.
يقول الله: ? أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وقد سلك أتباعهم في تحريم النصوص ولي أعناقها إلى ما يزعمون أنه أعجازاً علمياً مسلك أولئك الكفار، قولوا حطة قالوا حنطة وحبةٌ في شعرة، ونهى الله سبحانه وتعالى عن الهرولة بعدهم، وعن السلوك في سيرهم، فإنهم ضالون كما يقول ربنا سبحانه: ? أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ? نعم عباد الله هذا
¥