تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.

3 - يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.


آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله، ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه، فخشعت الروح، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون، وتلك الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.

الوقفات

1 - وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
2 - حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.
3 - الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد، فلما سئل كيف كان صبرك، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.
4 - وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير