تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى، ولا يقبل الله الشفاعات، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين، بتاريخ الرسالة المحمدية، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد، وليس هناك مجال لتكوين جيوش، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.

الوقفات

1 - تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.

2 - تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.

3 - الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.


آيات ووقفات (الحلقة السابعة والثلاثون)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50))
وتأتي هذه الآية تذكر اليهود كيف كان حال أسلافهم حينما تسلط عليهم فرعون ملك مصر، والذي كان يسومون أصلها (سام) أي يديمون العذاب عليهم وتمثل ذلك في أن فرعون كان يذبح الأولاد ويبقي النساء أحياء، فيعلمهم الله أن تلك الفتنة كانت من أشد الابتلاء الذي أصاب أسلافهم، ولكن الله وحده سبحانه، وبحكمته البالغة، وبسلطانه العظيم، دكدك رؤوس الطاغوت، وأغرق فرعون وجنوده في اليم، وأنقذ موسى ومن تبقى من أبناء إسرائيل عليه السلام.
فمَّن الله عز وجل على اليهود في هذه الآيات، وكأنه يقول إذا نسيتم ذلك، أو جهلتموه فهذا القرآن يقص عليكم ما جهلتموه، ويذكركم بما جاء في سير الأولين من أسلافكم،ثم ينتقل السياق على صورة أخرى حينما أنفرق البحر إلى فرقين، أي انفتح إلى قسمين فعبر موسى عليه السلام وقومه، وعندما نجوا ووصلوا إلى ضفة البحر لحق بهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله فهلكوا، وكان ذلك أمام مرأى موسى وقومه، ويورد الله هذه الآيات لعل هؤلاء اليهود يتذكروا ويعتبروا، ويوقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لا يستطيع القراءة، أو الكتابة، فمن أين جاء له هذا القصص الذي كثير منهم يجهل تفاصيله، أو يعرفه ولكنه ينكر رسالة محمد فتدلل تلك الآيات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتخبر البشرية بمصداقية الرسالة، وعموميتها للبشرية جمعاء، وبذلك تستبين السبيل الحق من الباطل، والبصيرة من العمى، والهدى من الضلال.

الوقفات

1 - التذكير بقصص أسلاف اليهود.
2 - الامتنان من الله على بني إسرائيل بأنه نجاهم من بطش الطاغوت فرعون.
3 - إثبات معجزة انشقاق البحر حتى مشى البشر في وسطه.

آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والثلاثون)
(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون (51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير