ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Apr 2006, 04:47 م]ـ
الأخ الدكتور أبو بكر الفاضل المحترم
أعجبني كلامك الطيّب والذي فحواه بما نقلت لنا من قول الطبري أنّ الفرقان غير القرآن
ولكنّي رأيت للرازي رحمه الله قولا فيها نصه (والمختار عندي في تفسير هذه الآية وجه رابع، وهو أن المراد من هذا الفرقان المعجزات التي قرنها الله تعالى بإنزال هذه الكتب، وذلك لأنهم لما أتوا بهذه الكتب وادعوا أنها كتب نازلة عليهم من عند الله تعالى افتقروا في إثبات هذه الدعوى إلى دليل حتى يحصل الفرق بين دعواهم وبين دعوى الكذابين، فلما أظهر الله تعالى على وفق دعواهم تلك المعجزات حصلت المفارقة بين دعوى الصادق وبين دعوى الكاذب، فالمعجزة هي الفرقان، فلما ذكر الله تعالى أنه أنزل الكتاب بالحق، وأنه أنزل التوراة والإنجيل من قبل ذلك، بين أنه تعالى أنزل معها ما هو الفرقان الحق، وهو المعجز القاهر الذي يدل على صحتها، ويفيد الفرق بينها وبين سائر الكتب المختلفة، فهذا هو ما عندي في تفسير هذه الآية،)
فهل هو بالفعل قول رابع؟؟
أم أنّه من جنس قول الطبري الذي نصه
(وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.)
بالإنتظار
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
الأخوة الكرام: سلام الله عليكم و رحمته وبركاته، وجزاكم الله خيرا و أجزل لكم العطاء.
لقد كان السؤال الأصلى فى المشاركة هو الفرق بين التعبير القرآنى أنزل و نزل، ولأن الكلام ذو شجون فقد تطرق بحثكم لمعنى كلمة الفرقان فى اية سورة آل عمران.
و عود على بدء ارجع للسؤال الأول و هو الفرق بين أنزل و نزل و الفرق بين أنزل و نزل يستتبعه التوسع بالحديث عن نزول القرآن و هو مبحث مهم فى علوم القرآن، أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنى فى عرض هذا الموضوع.
ذكر العلماء فى الفرق بين أنزل و نزل أن أنزل تذكر مع تنزيل القرآن جملة إلى السماء الدنيا و استدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (إنا أنزلناه فى ليلة القدر) (إنا أنزلناه فى ليلة مباركة) (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى و الفرقان)، ونزل تستخدم فى التنعبير على النزول المنجم المفرق خلال ثلاث و عشرين عاما،واستدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا).
و هنا يتبين لنا أن للعلماء فى هذه المسألة أقوال:
القول الأول: و هو أن للقرآن نزولان؛ نزول جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا و هذا النزول إنزال كلى للقرآن الكريم، و الثانى نزول منجم مفرق حسب الأحداث على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى ثلاث و عشرين سنة، ومن أصحاب هذا الفريق الصحابى الجليل عبدالله بن عباس رضى الله عنهما، ولقد وردت أخبار صحيحة كثيرة عن ابن عباس فى هذا الشأن منها:
1 - (أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك فى عشرين سنة، ثم قرأ: (و لا يأتونك بمثل إلاجئناك بالحق و أحسن تفسيرا) (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) رواه الحاكم والبيهقى والنسائى.
2 - (فصل القرآن من الذكر فوضع فى بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبى صلى الله عليه وسلم) رواه الحاكم.
3 - (أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه فى إثر بعض) رواه الحاكم و البيهقى.
4 - (أنزل القرآن فى ليلة القدر فى شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة، ثم أنزل نجوما) رواه الطبرانى.
¥