ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:44 م]ـ
والله إن معنى الآية لأوضح بكثير مما يتفضل به السادة العلماء، ولا تحتاج الآية إلى كل هذه التأويلات .. إنني- كطالب علم- أرى أنهم يعقدون الأمور بدلاً من أن يبسطوها، وأنهم يجعلون أمثالي من الطلبة يتيهون في خضم هذه الأقوال .. أما كفتنا أقوال السلف رحمهم الله، حتى يضيفوا إليها كل هذه الأقوال في معنى الآية!!! فليتهم ترفقوا بنا، وأشفقوا علينا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هناك أوضح وأبسط وأصدق من هذا القول الذي يفسر القرآن بالقرآن، ويقوم على الحجة والبرهان:
((ومعنى الآية باختصار: (الله غالب كل مخلوق على أمره). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? (الأنعام:18). والقهر يتطلب الخضوع .. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!!))؟؟؟
والغالب كما يقول الراغب الأصفهاني من الغلبة. والغلبة هي القهر. والقهر هو الغلبة. والأمر هو الشأن .. وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ) .. وقوله تعالى: () إشارة إلى يوم القيامة، فذكره بأعم الألفاظ .. هذا ما يقوله الراغب.
وغالب على وزن اسم الفاعل. واسم الفاعل، إذا كان منوناً نصب المفعول به؛ كقوله تعالى:) وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (الكهف: 18). وقوله تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8). أضيف (مُتِمُّ) إلى مفعوله. وفي قراءة: (مُتِمٌّ نُورَهُ) .. و (على) حرف جر يفيد الاستعلاء ... لا خلاف في ذلك بين علماء النحو.
وكذلك قوله تعالى: (غَالِبٌ عّلَى أَمْرِهِ). وحذف مفعوله، تقديره: (خلقه)، أو (عباده). وحذف؛ لأن المراد به العموم، بخلاف: (بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ)، و (مُتِمٌّ نُورَهُ)؛ إذ يراد بذكرهما الخصوص.
فأي كلام أوضح من هذا الكلام؟؟؟ وأي تفسير أصدق من هذا التفسير؟؟؟ وأي حجة أقوى من هذه الحجج؟؟؟ وإن كان السادة العلماء يرون خلاف ذلك، فليبينوا لنا وجه الخطأ، أو النقص في هذا التفسير .. وعندئذ يمكن التسليم بأقوالهم، ورفض هذا القول.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:11 ص]ـ
لا داعي للسخرية من المسلمين والتعالي عليهم بوصف"السادة العلماء" .....
وما خلق الله المنتديات إلا للحوار ..... فمن لا يتسع صدره لحوار إخوته فليسعه بيته ...
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[05 Apr 2006, 01:21 ص]ـ
و معنى الآية باختصار الذي ذكرته أنت أخي خالد هو ما قلنا به و نعتقده حقا و صدقا،
و لكنه حب الاستفاضة في فهم دقائق الألفاظ الكريمة و مدلولاتها،
و إنما الملام لو كنا خالفنا المعنى العام للآية،
و إلا لاكتفى أئمتنا بالاختصار في مصنفاتهم، و لم يتعمقوا في الشرح و العرض،
و لكل مقام مقال،
و أحسب أن هذا الملتقى و أهله أهل للتوسع في تناول مواضع التفسير و مواضيعه،
و قد يكون لك حق فيما قلته لو طرح سؤال فأجيب عنه بغير مقتضى الحاجة و الحال،
فراجع المشاركات إن رغبت، و إلا فدع الاعتراض بغير استدلال.
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[05 Apr 2006, 02:01 ص]ـ
وإلا فدع الاعتراض بغير استدلال.
الرجاء من الدكتور أبو بكر أن يوضح ماذا يريد بقوله (بغير استدلال). وأحب أن تعلم أنني
لم أعترض عليكم، وحاشاي أن أسخر كما يقول الأستاذ أبو المعز سامحه الله، وهل يسخر الطالب من أستاذه، وما هو إلا خطأ في التعبير .. ولكن أبدي عجبي من كثرة الأقوال، ولطالما هناك قول واحد متفق عليه، كما تقول، فما فائدة الحوار؟؟؟
وأرجو أن تقدروا أن أكثر رواد الملتقى من طلبة العلم الذين يبحثون عن المعلومة الصحيحة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Apr 2006, 04:30 م]ـ
الاخ ابو المعز في بعض كلامك ما يحتاج لتوضيح. كقولك:" ....... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول .... وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات ..... وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا."
أظن ان الكلام بحاجة للتوضيح.
اخص موضوع تدافع الارادة.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[07 Apr 2006, 04:31 م]ـ
الأخ الكريم د. هشام عزمي
أكرمكم الله، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها.
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك: (لا يغلب على أمره إلا هو): ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم: (وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر!)؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق؟
و تقبل سلامي و تحيتي
جزاك الله خيرًا يا فضيلة الدكتور أبا بكر على كلماتك الطيبة.
ما قصدته بالضبط أن كون الله غالب على أمره لا يعني أن المغلوب هو الأمر لأنه لو أراد ذلك لقال - والله أعلم -: الله غالب أمره، أما الاسم الذي يلي حرف الجر (على) فهو يشير عادة لموضع نزاع بين غالب ومغلوب كما يقال: غلب المسلمون الروم على مصر والشام .. فالغالب هو المسلمون والمغلوب هو الروم.
فقوله تعالى (والله غالب على أمره) يعني أن أمره عز شأنه بيده وحده لا ينازعه فيه أحد.
وقد استعمل فعل (غلب) للإشارة إلى غالب ومغلوب في فاتحة سورة الروم دون حرف الجر (على)، أما هنا فقد استعمل مع (على) للإشارة إلى أمره تعالى الذي هو بيده وحده وهو المسيطر المهيمن عليه بلا منازع.
وأظن هذا كان واضحًا بينًا للمفسرين الأوائل لهذا لم يستشكل أحدهم هذا التعبير .. والله أعلم.
هذا هو رأيي فإن كان فيه صوابًا فمن الله، وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
¥