ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Apr 2006, 01:26 م]ـ
الحمد لله. . .
الله غالب على أمره أي أن أمره تعالى بيده لا بيد غيره، بخلاف المغلوب على أمره الذي أمره بيد غيره.
وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر! بل المقصود أن أمر الله تعالى بيده ينفذ في الخلق كما يشاء لا يرده ولا يغلبه أحد؛ لأنه لا يغلب على أمره إلا هو.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 04:35 م]ـ
الأخ الكريم د. هشام عزمي
أكرمكم الله، و بارك فيكم و في علمكم
ما تفضلتم بذكره هو من أحسن ما قرأت في تفصيل ألفاظ الآية الكريمة، و يتفق مع المعنى الإجمالي لها.
- و لتسمح لي أخي بالتعقيب على خاتمة كلامك: (لا يغلب على أمره إلا هو): ألا تراه عين ما نفيتموه بقولكم: (وليس الأمر أن هناك نزاعًا أو صراعًا بين الله وأمره انتهى بغلبة الله على الأمر!)؟
* فأرى حذف تلك الخاتمة أوفق؟
و تقبل سلامي و تحيتي
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2006, 05:28 م]ـ
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي)
فعلى رأي أهل الحديث الرحمة والغضب من صفات الله الفعلية.
على رأي الأشعرية الرحمة والغضب من وجوه تعلق الإرادة:إرادة المثوبة وإرادة العقوبة ....
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه .....
وهذا ما يستفاد من الحديث ومن أحاديث أخرى مثل الدعاء الصحيح:أعوذ بك منك.
ومثل الأثر المعروف عن الفاروق رضي الله عنه: نفر من قدر الله إلى قدر الله ...
فيكون معنى الآية:لا يغلب أمرا من الله إلا أمر آخر من الله .....
وما نفاه أخونا عزمي هو أن يتبادر إلى الذهن أن أمر الله قد استقل بنفسه حتى أصبح ندا لله فيؤول الصراع إلى غالب هو الله تعالى ومغلوب هو أمره ...
فإضافة الأخ عزمي-في رأيي- مجرد احتراس ودفع لفهم خاطيء ممكن.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 06:46 م]ـ
الأخ الفاضل (أبو عبد المعز)
سلام الله عليكم
لقد زاد الحديث الذي أوردتم معناه الأمر إشكالا بقولكم: (وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه ..... )،
فهل لذلك الحديث من تأويل غير ما ذكرتموه؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2006, 07:45 م]ـ
الأخ المكرم د. أبو بكر.
وعليكم السلام ورحمة:
لقد انطلقت من موضوعك الرئيس حيث ذكرت: فأشكل عليَ القول بجواز عوده إلى الله تعالى، و أنه غالب على أمر نفسه؟
ثم نقلت من تفاسير جلها لفضلاء من الأشاعرة ....
فأردت أن أبين أنه لا إشكال في عودة الضمير على الله عز وجل ..... ليس من وجهة نظر الأشعرية فحسب بل من وجهة نظر اهل الحديث أيضا. فجئت بحديث البخاري حيث ذكر صريحا أن رحمة الله تغلب غضبه ......
نعم،تأويل الحديث مختلف فيه بين الفريقين فالاشاعرة ينكرون صفات الرحمة والغضب ولا يثبتونها لله ويرجعونها إلى الإرادة عملا بقاعدتهم في نكران مباديء الصفات وحملها على غاياتها أو حملا على المجاز المرسل أي إطلاق الصفة وإرادة آثارها ....
بيد أن أهل الحديث يذهبون إلى أنها صفات قائمة بالرب فالرب يغضب حقيقة ويرحم حقيقة ....
وهذا لا يعنينا هنا كثيرا ..... لأن المقصود التأكيد على أن غلبة صفة لصفة مما يعتقده أهل الحديث كما جاء به حديث البخاري وأحاديث اخرى ....... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول .... وهذا مقبول عند اهل الحديث ايضا بصرف النظر عن تأويل الصفات ..... وهذا القدر من الاتفاق يكفينا هنا.
فلا بعد إذن في عودة الضمير في الآية على الله تعالى: الله غالب على أمر الله أو أمر نفسه ...
وبطبيعة الحال فهم الآية يتعين على ما تقدم بعيدا عن السؤال الإحراجي الذي يرد في مناظرات المتكلمين: هل الله قادر على نفسه؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:06 م]ـ
... والأشاعرة أنفسهم لا ينكرون أن متعلقين للإرادة قد يكون بينهما تدافع ... فيأمر الله بأمر ويأمر بآخر يغلب الأول
الأخ الفاضل أبو عبد المعز
هلّا تفضلتم بإرشادي أين أجد ما تفضلتم به من تدافع متعلقات الإرادة في أدبيات الأشاعرة---
لقد أشكل علي أن يقولوا بالتدافع بين أمر وأمر آخر لله عز وجل---فهلّا بينتم بطريقة الإقتباس أين أجد ما تفضلت به
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 09:19 م]ـ
و هو ما أشكل عليَ أخي الكريم،
و لم أقصد الخوض في الخلاف بين الأشاعرة و غيرهم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Apr 2006, 10:31 م]ـ
روى البخاري في صحيحه:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي)
.................................
................................
وعلى رأي الفريقين- وفاقا -يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه .....
وهذا ما يستفاد من الحديث ............
........................
***********
- هذا الحديث فسَره حديث آخر رواه الإمام البخاري في " صحيحه " أيضا، قال:
(حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ").
-
فهو حديث مفسَر، و " المفسَر " لا يحتمل التأويل، على ما هو مقرر في علم الأصول.
و عليه، فالفقول إن: (يجوز أن أمرا من الله يغلب أمرا آخر منه)، (وهذا ما يستفاد من الحديث): قول غير صحيح
و الله تعالى أعلم و أحكم
¥