تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قصدت بعدم التلازم: إمكان وقوع اليأس العادي مع عدم حصول الكفر أو ما يؤدي إليه ..... ولا أعني شيئا آخر.

وهذا القدر (جواب الكثير من المسلمين إن لم يكن الجمعُ كلهم-حسب تعبيرك-)

ثم إن كون بعض اليأس من العادات يدخله تحت الأحكام الخمسة كما هو معروف .... وقد أشرت إلى ثلاثة أقسام:

جائز ومحرم وواجب ..... ونظريا يمكن أن نجد قسمين آخرين: المندوب والمكروه ....... أقول نظريا وإلا فالاستقراء هو الفيصل .....

بقي من الاشكال ما جاء في الآية الكريمة على لسان يعقوب عليه السلام:

يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.

هنا لا بد من تفصيل:

-ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.

-ثمة يأس من روح الله.

وجاء المعنيان على نسق "الوصل البلاغي" أي العطف بحرف الواو ولهذا الوصل أهمية دلالية كبرى: فهو ينبه إلى أن الجملة المعطوفة:

1 - ليست متماهية مع المعطوف عليها

2 - وفي الوقت ذاته ليست أجنبية عنها ....

.توضيح الأول أن عطف الشيء على نفسه غير معقول ... فلا بد أن يكون هناك فرق بين محتوى الأمر- فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ- وبين محتوى النهي- وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.

توضيح الثاني: أن تجاور المعنيين ووصلهما يقتضي وجود علاقة ما وبدونها يكون العطف ممنوعا ... فلا يقال: (صلاة الجمعة واجبة والمتنبي شاعر فحل.) فلا علاقة وبالتالي لا يجوز العطف.

هذا الملحظ البلاغي التداولي قد يفيد لإزالة الإشكال:

فيقال:

ذكر الإمام الشاطبي أن العادة لا تخلو من شائبة التعبد ...

وهي قاعدة جليلة جدا جدا .......

فالاكل المباح عادي لكنه قد يرتقي إلى درجة العبادة والقربة بالنية المصاحبة.

ولبس الصوف عادي لكنه قد ينزل إلى دركة البدعة بالنية المصاحبة كما لو قصد صاحب الصوف إظهار الانتماء إلى مذهب الدروشة ....

ويبنى عليه:

أن اليأس من العثور على يوسف باعتبار الواقع والعادة له حكم.

وان اليأس من العثور عليه- شكا في قدرة الله أو يأسا من روح الله أو سوء ظن بالله- له حكم ..... وهو يأس قبيح قادح في الإيمان .... والعياذ بالله.والله أعلم.

ـ[أخوكم]ــــــــ[06 Aug 2006, 11:34 م]ـ

الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله

1 - أعتذر لك عن التأخير الكثير

2 - قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين:

ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.

ثمة يأس من روح الله.

ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله

وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه

3 - أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية

ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:

أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية

ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز

أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:

وأعلم من الله ما لا تعلمون

فالنبي الكريم بن الكريم يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام لديه علمُ من الله بأنه سيجد يوسف

فحالئذ وجب التصديق بهذا العلم فصار اليأس الجائز هنا محرما بل موقع في الكفربسبب هذا العلم.

وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه:

إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا

إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.

فهذه الآية (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

آية مستثناة في الأمور المفقودة

فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا

4 - ملاحظة: بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد

فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_

أو كان علما منفصلا كدليل أولي، والرؤيا دليل ثانٍ

ففي كلا الحالين سنكسب إما دليلين أو دليلا واحدا

والمسألة يكفيها دليل واحد، فالحمد لله رب العالمين

والله أعلم وأجل وأحكم

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Aug 2006, 11:02 ص]ـ

لا ينبغي لأحد ان ييأس من رحمة الله عليه وبأن يفرج عنه كربه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير