تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فان سرق منه ما او ضاع طلب من الله العوض فكان طلبه من الله هو رجاء رحمة الله وان يروح الله عنه مصيبته مهما كانت.

واذا أهمه شأن امتثل لأمر نبيه بالدعاء بالتفريج وزوال الهم والحزن.

فاليأس من رحمة الله على الانسان بالدينا بالتفريج عن كروبه انما يدخل في قلوب قاسية اما أهل الايمان فانهم ييأسوا من الناس ويطلبوا من الله عز وجل. لذا أمر يعقوب عليه السلام ابنائه من البحث عن يوسف وأخيه وان لا ييأسوا من ان يجدوا يواسف ويفك اسر اخيه فيما كانوا يظنونه , فلو يأس اخوة يوسف من البحث عنه وعن اخيه ودخل اليأس الى قلوبهم دخل معه شك في قدرة الله على الترويح عنهم.

قال ابن جرير رحمه الله:

القول في تأويل قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: حين طمع يعقوب في يوسف، قال لبنيه: (يا بني اذهبوا) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به= (فتحسَّسوا من يوسف)، يقول: التمسوا يوسف وتعرَّفوا من خبره.

* * *

وأصل"التحسُّس"،"التفعل" من"الحِسِّ".

* * *

= (وأخيه) يعني بنيامين= (ولا تيأسوا من روح الله)، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما= (إنه لا ييأس من روح الله) يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه (إلا القوم الكافرون)، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه.

وبمثل تلك المواقف الصعبة يأتي الشيطان على الانسان ليغريه بالكفر. ويدخل في قلبه اليأس الذي هو يأس من ان يغير الله ما به من كرب الى فرج. فقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة مثال على ذلك حيث جزم المشركين ان الله لن ينصر محمدا صلى الله عليه وسلم في الدنيا وكانوا من المكذبين بالآخرة فيأسوا من نصرة الله له في الآخرة." مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ"

وأمثال هؤلاء يسقطوا عند اول امتحان:

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) "

ـ[سيف الدين]ــــــــ[14 Aug 2006, 01:17 ص]ـ

الأخ كثير وجليل الفوائد أبو عبد المعز أعزه الله

1 - أعتذر لك عن التأخير الكثير

2 - قلتَ بأن في الآية ثمة يأسيين:

ثمة يأس من العثور على يوسف وأخيه.

ثمة يأس من روح الله.

ثم بنيتَ بقية كلامك على وجود هذين اليأسيين ... ولكننا عند التأمل لا نجد إلا يأسا واحدا وهو اليأس من روح الله

وما كان هذا اليأس إلا بعد الأمر بالتحسس من يوسف وأخيه

3 - أعرض عليك مستشيرا ما أرى أنه أفضل جواب للخروج من الإشكال في الآية

ومن خلال بعض كتب التفسير وخلاصته:

أن الآية على ظاهرها فاليأس هنا هو يأس محرم موقع للكفر كما ظاهر الآية

ولكن هذا اليأس له قرائن جعلته محرما بل كفرا، وإلا فالأصل في هذا اليأس هو الجواز

أما القرائن فمن ذلك قول يعقوب عليه السلام في الآية التي قبلها مباشرة:

وأعلم من الله ما لا تعلمون

.

وبالتالي لو عدنا لسؤال الموضوع لوجدنا جوابه بأنه:

إذا فقد أحدنا شيئا ويئس أن يجده صار يأسه جائزا

إلا إذا كان لديه علم من الله فسينقلب اليأس الجائز إلى محرم وكفر كما في آية سورة يوسف.

فهذه الآية (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

آية مستثناة في الأمور المفقودة

فلا ينبغي استدلال كثير من الناس بها إذا فقدوا شيئا

4 - ملاحظة: بما أن أي مسألة يكفي فيها دليل واحد

فسواء كان هذا العلم الذي عند يعقوب هو الرؤيا التي رآها يوسف _ ورؤيا الأنبياء حق_

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير