تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن التصاوير لما تمثّله من حالة ترف:"ان الله لم يأمرنا ان نكسو الحجارة والطين", "أتسترون الجدر؟ ", "انزعيه فانه يذكرني الدنيا", " حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا". وهذه – أي الابتعاد عن حالة الترف – هي احد سننه صلى الله عليه وسلم الواضحة في هذه الاحاديث. لقد أكدت الايات القرآنية ان الترف هو مدخل للفسوق والهلاك: {واذا أردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا} والاكيد هنا هو انه عليه الصلاة والسلام لم يكن يخاف على نفسه وانما هو قدوة واسوة لأمته. ومما يؤيد ذلك كمّ لابأس به عن الرسول والتابعين:

- أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن سعيد بن جهمان عن سفينة أبي عبد الرحمن ثم أن رجلا ضاف علي بن أبي طالب رضي الله عنه فصنع له طعاما فقالت فاطمة رضي الله عنها لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه فجاء فوضع يده على عضادتي الباب فرأى القرام قد ضرب من ناحية البيت فرجع فقالت فاطمة لعلي رضي الله عنهما ألحقه فانظر ما رجعه فتبعته فقلت يا رسول الله ما ردك فقال إنه ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا قبيصة بن عقبة ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا ينبغي لنبي أن يدخل بيتا مزوقا كذا قال عن أم سلمة رضي الله عنها (سنن البيهقي ج7 ص267)

جاء في سنن أبي داود:

حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا ابن نمير حدثنا فضيل بن غزوان عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة رضي الله عنها فوجد على بابها سترا فلم يدخل قال وقلما كان يدخل إلا بدأ بها فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة فقال ما لك قالت جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلي فلم يدخل فأتاه علي رضي الله عنه فقال يا رسول الله إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها فلم تدخل عليها قال وما أنا والدنيا وما أنا والرقم فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأمرني به قال قل لها فلترسل به إلى بني فلان حدثنا واصل بن عبد الأعلى الأسدي حدثنا ابن فضيل عن أبيه بهذا الحديث قال وكان سترا موشيا

وهنا نتساءل لو كان محرّما هل يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإرساله الى بيت آخر؟؟

2 - تجتمع هذه الاحاديث في الحديث عن ثلاثة روايات: الاولى: قرام ستر فيه تماثيل؛ الثانية: نمطا فيه تصاوير تريد عائشة رضي الله عنها ان تجعله حجلة؛ الثالثة: سترا على سهوة. اذا حملنا النهي في هذه الروايات الثلاثة على التصاوير, لخرجنا بنتيجة محذور منها ومرفوضة, وهي ان عائشة رضي الله عنها لم تعي النهي عن الرسول صلى الله عليه وسلم, لذا فانها كانت تعاود الامر مرارا وتكرارا. وذلك لا يعقل وقد اوصي النبي صلى الله عليه وسلم ان نأخذ بثلثي ديننا عن عائشة رضي الله عنها. لذا فالأرجح انه صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن ذلك للعلة التي ذكرناها سابقا ألا وهي الترف, والذي كان يأخذ في كل مرة شكلا مختلفا. وقد يذهب البعض الى ان هذه الروايات عن عائشة رضي الله عنها هي رواية واحدة في الاساس لكنها نقلت بألفاظ مختلفة. ولا ضير في هذا الكلام كما انه لا يناقض الاستنتاجات الاساسية التي توصلنا اليها وهو ان النهي هو عن الترف بشكل اساسي يوضح ذلك تصريح عائشة رضي الله عنها بأنها لم تسمع بحديث ان الملائكة لا تدخل بيتا في تماثيل او كلب.

3 - تبقى من بين الروايات رواية واحدة مختلفة نسبيا يقول فيها صلى الله عليه وسلم: " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله"؛ ونعود للقول بأن التنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان متوجها الى التصوير بحدّ ذاته, لما جاز ان يتكرر هذا الفعل من عائشة رضي الله عنها, لذا فالارجح بناء على ذلك ان التنبيه هنا موجّه الى موضوع الصورة.

4 - الحديث الاخير يتعارض مع ما ثبت في صحيح مسلم ان عائشة رضي الله عنها نفت ان تكون قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل او كلب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير