لكنه في تعقبه على الزمخشري هنا لم يكن في حاجة إلى المنقاش ليدرك كيف أساء الزمخشري فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن المرء ليشم رائحة الطعن في أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه:
فاليهودي الذي وصف ربه مجسم قبيح عند الزمخشري وجاء بتجديف سيء في حق الرب عز وجل ..... فهل كان المقام يستدعي أن يضحك النبي أم يغضب؟
أين غابت بلاغة الزمخشري؟
وأين غاب فقه ابن المنير؟
أفيكون الإمام مالك الذي عرته الرحضاء عندما سئل كيف استوى؟
أورع من النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحك لمن وصف الرحمن بأدهى من الاستواء؟؟؟
سلاما على أهل السنة .... هم أهل البلاغة والعقيدة معا .....
المثال الثالث:
آية الامتحان في سورة الملك: {أَأَمِنتُمْ مَّن فِي ?لسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ?لأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}
قال الزمخشري-غفر الله له-
{مَّن فِى ?لسَّمَآءِ} فيه وجهان: أحدهما من ملكوته في السماء؛ لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه. والثاني: أنهم كانوا يعتقدون التشبيه، وأنه في السماء، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه، وكانوا يدعونه من جهتها، فقيل لهم على حسب اعتقادهم: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب، كما تقول لبعض المشبهة: أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل، إذا رأيته يركب بعض المعاصي.
لكي ينصر بدعته جاء بوجهين وكل وجه طامة:
-زعم المعتزلي أن الله تعالى ينكر على عباده عدم الخوف من مخلوقاته ويأمرهم بالخوف من الملائكة وغيرهم الموجودين في السماء ..... ومعروف أن الخوف بالغيب من غير الله شرك كما قرته آيات كثيرة منها ما ورد في سورة الجن ......
ومقتضى التوحيد الخوف من الملك-بكسر اللام- لا من الملكوت ....
-الطامة الثانية أقبح من أختها .... فبموجب تأويل الزمخشري يكون الله قد أقر الكفار على كونه في السماء-أقرهم على باطل حسب الزمخشري- .... وعلى أقل تقدير يكون الله تعالى ضرب لنفسه المثل الأسوء ..... -تعالى الله-
أين غابت بلاغة الزمخشري مرة أخرى ..... ؟؟؟
ومالي لا أسمع ابن المنير أم كان من الغائبين؟؟؟
ـ[ربيع أبوعليتن]ــــــــ[02 May 2006, 04:58 م]ـ
بارك الله فيك ياأبو حذيفة على تلك المعلومات القيمة، فقط أريد منك معرفة طبعة الكتاب الذي نقلت منه قول الزمخشري " الحمد لله الذي خلق القرآن" إذا كان ممكنا.
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Feb 2007, 12:08 ص]ـ
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
قال الزمخشري (الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما مؤلفا منظم)
قال الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام أن الزمخشري الآن لما قال ذلك كأنه أشار إلى بدعة خلق القرآن والمعتزلي عندما يقول أنزل فإنه لا يعني بها الإنزال الذي نعرفه لأنهم ينكرون الإنزال ويتأولونه والمؤلف والمنظم عندهم من صفات المحدثات فهنا كأنه يشير بطريقه غير مباشره لبدعة خلق القرآن