تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويحسب للكاتب كذلك إضافاته العلمية في هذا المجال كموضوع (رواية حفص عن عاصم عند الطبري – رحمه الله)

ثالثا: ما يؤخذ على الكتاب

1 - الاستطراد في معالجة بعض الموضوعات.

2 - لما كانت هذه المقالات إجابات عن أسئلة، جاء الجواب في بعضها مقتضبا ومختصرا.

3 - عدم الترتيب المنطقي الذي يجمع الموضوعات المتشابهة بجوار بعضها بعضا.

4 - تداخل موضوعات بعض المقالات في بعضها الآخر.

5 - بعض القضايا المطروحة لا صلة بموضوع الكتاب.

رابعا: قضايا محل نقاش

القضية الأولى: يقول الكاتب في ص (51) في إجابته على سؤال السائل: ما رأيكم بما يسمى الآن بالإعجاز العلمي للقرآن، وهل يدخل تحت علوم القرآن؟ إن هذه المسألة تعتبر من المسائل التي حدثت في هذا العصر.

المناقشة: قوله: إن هذه المسألة تعتبر من المسائل التي حدثت في هذا العصر. قول يحتاج إلى إعادة نظر ذلك لأن هذه المسالة قديمة الظهور، تحدث وكتب فيها علماؤنا الأوائل من أمثال الغزالي في جواهر القرآن، والرازي في تفسيره, والشاطبي في الموافقات، والسيوطي في عدة كتب له، منها كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن)

ملحوظة: كلمة تعتبر لا تصلح في مثل هذا المقام لأنها مأخوذة من الاعتبار، وإنما الذي ينبغي التعبير به هو كلمة (تعد) وما أشبهها. وهذا من الأخطاء الشائعة. وهذا ليس انتقادا مني للدكتور مساعد حفظه الله وإنما أحببت التنبيه على ذلك لما قرأت الكلمة في عبارته.

القضية الثانية: يرى أن الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبي وهو فرع منه إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن ثم علمه المعاصرون. (ص 51)

المناقشة: إن جعل الإعجاز العلمي فرعا من الإعجاز الغيبي أمر تعوزه الدقة، وذلك للأمور التالية:

لأن علماءنا السابقين عندما تحدثوا عن وجوه الإعجاز فرقوا بين الغيبي وبين إعجازه بما فيه من العلوم، ولم ينصوا على جعلهما شيئا واحدا، بل فرقوا بين الإخبار عن الأمور الماضية وبين الإخبار عن الأمور المستقبلية.

إن بعض الإشارات العلمية في القرآن لا تدخل في دائرة الإعجاز الغيبي.

إن الإعجاز بالغيب هو الإخبار عن أمر لم يكن موجودا بأنه سيوجد في المستقبل ولكن الإعجاز العلمي ليس كذلك فمراحل خلق الإنسان مثلا موجودة من قبل نزول القرآن, وهي كذلك باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فهو إخبار عن أمر موجود قد يدركه من كان في زمن التنزيل ومن بعدهم. وعليه فليس دقيقا ذلك القيد الذي وضعه وهو قوله (ثم علمه المعاصرون).

القضية الثالثة: يقول: إن كتب الله السابقة توافق القران في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة عدا ما وقع به التحدي, إذ لم يرد نص صريح يدل على أنه قد تحدي الأقوام الذين نزل عليهم كتب ,كما هو الحال بالنسبة للقرآن ص (51)

المناقشة: إن هذا القول يقتضي أن تكون هناك وجوه من الإعجاز لم يقع بها التحدي في القرآن الكريم.

فالكتب السماوية قبل القرآن جاء فيها تشريعات وجاء فيها إخبار عن المغيبات’ وجاء فيها إخبار عن بعض الحقائق العلمية. فهذا يقتضي أن هذه الأوجه لم يقع بها تحد لأن الكتب السابقة لم يقع التحدي بها.

والحق أن القرآن معجز بكل ما فيه من الوجوه سواء كان بيانيا أم تشريعيا أم علميا أم غيبيا. وكل وجوهه متحدى بها لقوله تعالى (فأتوا بسورة من مثله) فأمهلهم بالإتيان بسورة صغيرة أو كبيرة وبما فيها من حقائق كثيرة تشريعية أو علمية أو ...

ثم إن موافقة الكتب السابقة لبعض ما جاء في القرآن لا يعني عدم التحدي بها فالكتب السماوية كلها من كلام الله, ولكن إرادة الله جعلت هذا القرآن مما يقع به التحدي ولم تجعل هذه الكتب كذلك.

ثم هل يفهم من كلام الدكتور مساعد أن هناك وجوها من الإعجاز الموجودة في القرآن لم يقع بها التحدي؟ وهل الإعجاز في نظر الدكتور ينحصر في البياني فقط؟ وإن كان كذلك فماذا يقول في الوجوه الأخرى التي يظهر من عظمتها كل يوم ما يبهر الألباب. وإن لم يكن يرى ذلك فإن عبارته إذن موهمة.

ثم إن المقارنة بين القرآن والكتب السماوية في مجال الإعجاز مقارنة فيها نظر؛ وذلك أن الكتب السابقة لم تنزل للإعجاز أصلا، ولم يكن من مقاصدها كذلك الإعجاز.

ثم من أين اطلع الأستاذ مساعد على احتواء الكتب السايقة على الحقائق العلمية وهي اليوم محرفة لا يطمئن لشيء فيها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير