تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولاً:إن من يعرض رأيه العلمي على جمهور الناس، ويتوقع أن يوافقوه ولا يخالفوه، فإن هذا من خطل الرأي، وضعف العقل، وإنه ليبتغي المحال، ومن ثمَّ فإني وكل من يناقش في هذا الملتقى أو في غيره يجب علينا أن نعرف هذا ونعمل به، فلا ننزعج بردِّ فلان، ولا مناقشة علانٍ لنا، لكن بشرط سلوك الأدب في التعبير، وعدم التطاول على من نناقشه، او تعييره بما لا يليق، او التصغير من شأنه، فكل هذا من الخلاق السيئة التي يجب علينا أن نتجنبها.

ثانيًا: يظهر من النقاش أن الأخ الفاضل لا ينظر في مصطلحات من يناقشه، بل يناقشه على حسب المصطلح الذي استقر في ذهنه هو، وهذه الطريقة قد نقع فيها معشر الباحثين من حيث لا ندري، فيقع منا بسببها الخطأ والزلل، ومن ذلك مصطلح (الإعجازالعلمي)، فهل يجد في كلام السابقين هذا المصطلح؟

إنني أرى أن مصطلح الإعجاز العلمي، وتعريفه الخاص من مستحدثات هذا العصر، فهل يتفضل أخي الكريم بإيراد نص للسابقين استخدموا فيه هذا المصطلح بحد المعاصرين ولفظهم؟

أما تفسير القرآن ببعض العلوم الكونية عند بعض المتقدمين من المفسرين، فليس من باب الإعجاز العلمي عند من اصطلح على هذا المصطلح.

وأحب أن انوه إلى مسألة مهمة، وهي قول بعض العلماء: (لا مشاحة في الاصطلاح) فإن هذا ليس على إطلاقه، بل هناك مشاحة في كثير من المصطلحات، لأن في المصطلحات قلب للحقائق عند الآخرين، وهذا أمر يحتاج إلى إيضاح، ولعلي أكتب في هذا ما يدل عليه من خلال مصطلحات استخدمت في علوم القرآن ليتبين بها كون المصطلحات من الخطر بمكان.

ثالثًا: هل ورد في تفسير السلف تناقض، كما يقول الأخ محمد: (والذي يدل على ذلك أيضا وورود آراء متناقضة عن السلف أنفسهم فيما لا نص فيه)؟

فإن كان وجد تناقضًا فياليته يمثل به، بعد تعريفه للتناقض الذي يريده.

رابعًا: إن تسليط الشيطان على بعض الأنبياء ثابت في القرآن وفي السنة، وهذا التسليط لم يكن في جانب النبوة، بل كان في الجانب البشري فحسب، ومن ذلك قول أيوب عليه السلام: (إني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، وسحر الرسول صلى الله عليه وسلم قد وقع في الحديث الصحيح، ولم يبلغ من قدرة السحر عليه سوى التوهم في بعض أمور الدنيا، فكان يرى انه فعل الشيء ولم يفعله، والسحر من الشيطان، ومن ثمَّ فيحسن بالأخ الفاضل أن يراجع قوله: (لأن القول بأن الشيطان يمكن أن يتسلط على أحد من الأنبياء قول يتنافى مع العصمة؛ وذلك لأن الأنبياء معصومون قبل البعثة وبعدها، فكيف يتسلط على سليمان وهو نبي).

وحينما يقول بهذا قائل، فإنه لا يقوله من عند نفسه فهذا صريح كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونحن مامورون باتباعهما، وأما التعرض لهما بتاويلات عقلية من اجل ان تسلم لنا بعض القواعد العقلية التي نقعدها، فليس هذا بالمنهج الصواب.

والكلام عن عصمة النبي فيها كلام طويل لا يخفى على أخي الفاضل أبدًا، والقول بالعصمة قبل البعثة فيه كلام طويل، فأين يضع أكل آدم عليه السلام من الشجرة، والله سبحانه وتعالى يقول (وعصى آدم ربه فغوى)، أيريد أصرح من هذا؟!

وموسى عليه السلام يقول بعد قتله للمصري: (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم)، اترى أن موسى أخطأ لما نسب ما وقع منه أنه بسبب الشيطان، ام ترى أن لم يذنب؟

فإن كان لم يذنب، فلِم طلب المغفرة، وماذا غفر الله له لما قال: (فغفر له)؟

خامسًا: لما ذكرت ما وقع على سليمان عليه السلام، ونسبت ذلك للجمهور، فإني أريد قول السلف، بل إني لم أر لهم غير هذا القول، وليت الاخ الفاضل ذكر الجمهور الذين ذهبوا إلى خلاف ما قلت، فإني احلتك على قول السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم، فإنك حين اعترضت لم تبين من هم الجمهور في قولك: (اما قوله: بأن هذا قول جمهور المفسرين، فليس دقيقا لأن هذا ليس قول الجمهور منهم، هذا أولاً. وأما ثانيا فإن المفسرين حينما ذهبوا إلى هذا القول كانت لهم أيضا آراء متعددة).

واخيرًا: فإني أسأل الله لي ولأخواني التوفيق والسداد، وأن يجمعنا على محبته مهما اختلفنا في بعض القضايا العلمية، فليس الائتلاف في جميعها ممكن، وإلا لوقع لأفضل الأجيال: جيل الصحابة الكرام.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:50 ص]ـ

للرفع للإفادة والمناقشة بمناسبة مؤتمر التفسير الموضوعي.

(القضية رقم 12) من استدراك الأخ محمد الحوري.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير